“عض أصابع واشتباك” فرنسي إيطالي
218TV|خاص
جملة من المعطيات والشواهد السياسية إذا جُمّعت يمكن لليبيين أن يكتشفوا معها أن أوروبا “ليست موحدة” على “أرض صلبة” في ليبيا، وأن “الفوارق والتجاذبات” بين دول أوروبية بات من النوع الذي لا يمكن إخفائه، إذ ما يُعزّز هذا الصراع الأوروبي الذي لا يزال يطل برأسه على استحياء هو “ضخامة الانقسام السياسي” في ليبيا، الذي يتفرع منه “انقسامات أكثر خطورة” في ملفات دقيقة وحساسة مثل الجيش والأجهزة الأمنية والموارد النفطية والمالية، لكن الصراع الفرنسي الإيطالي بات في الأسابيع القليلة الماضية “أكثر خطورة”.
تشير انطباعات دولية متراكمة إلى أن فرنسا التي لا تُخْفي “مدّها الناعم” في “القارة السمراء” لتشمل نطاقات جغرافية أخرى “أكثر وأوسع” من المساحات التي استعمرتها سابقا، ولا تزال تملك فيها “نفوذاً هائلاً”، تدير “بصرها” منذ سنوات نحو الجغرافيا الليبية، وتُحاول استمالة أطراف ليبية، ولم تكشف باريس سراً حين اعترفت قبل أكثر من عام بأن عناصر من قوات فرنسية خاصة قد لقوا حتفهم في ليبيا في إطار مهمات أمنية واستخبارية، لكن “الدور والاهتمام” الفرنسيّيْن يتقاطعان مع “النفوذ القديم” لإيطاليا في ليبيا.
وتقول صحف وأحزاب إيطالية دون مواربة أن روما مطالبة برسم مساحة تدخل أعمق في ليبيا لإبقاء هذا البلد الثري والنفطي، والذي يجب أن يكون “مساحة إيطالية”، وأن أي أدوار أوروبية في ليبيا يجب أن تُمرّر أولاً عبر روما التي لم تتردد وزيرة دفاعها روبيرتا بينوتي للقول لنظيرتها الفرنسية فلورنس بارلي بحسب ما نشرته النسخة الإيطالية من صحيفة “هافينغتون بوست” إن “القيادة في ليبيا.. لنا”، وهو أمر يُظْهِر “صراعاً بات علنياً” بين باريس وروما.
زادت حدة الجدل مؤخرا مع شيوع معلومات وتسريبات تقول إن روما تريد أن تبني قاعدة عسكرية في الجنوب الليبية للتعاطي مع ملف الهجرة واللاجئين، وهو وضع لم يكن مريحا لباريس التي يبدو أنها أجّجت الموضوع لينتفض ضده الليبيين، فكان لها ما أرادت، إذ اضطرت الدبلوماسية الإيطالية لأن تتحرك من أجل “النفي والتوضيح”، فيما ظهرت فرنسا مراراً في الأشهر الأخيرة وهي تمارس “هجمات سياسية مرتدة” ضد الإيطاليين في ليبيا، في ظل ترقب الليبيين ل”المواجهة المثيرة” بين روما وباريس على “الملعب الليبي”.