لم تجد صحيفة الغارديان البريطانية وصفاً أدقّ من “عصر النار” لوصف الحرائق التي ضربت عدة غابات وأماكن في العالم خلال عام 2019.
وأحرقت النيران أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء الكوكب، مثل سيبيريا، وغابات الأمازون، وإندونيسيا، وأستراليا، وكاليفورنيا، ودقت الصحيفة ناقوس الخطر من تمادي البشر على الكوكب، منتهكين كافة الخطوط الحُمْر.
واعتبرت الصحيفة أن الاقتصاد العالمي والحضارة الإنسانية في خطر، بل وربما بقاء الإنسان على قيد الحياة بات مهدداً.
وتتجاوز الحرائق التي اشتعلت في العالم خلال 2019 كوْنها مجرد حرائق، بل إنها كوارث تؤدي إلى جفاف وفيضانات وأنهار عشوائية وبحريات جليدية تنهار، وارتفاع التأثيرات الجوية.
وساهمت هذه الكوارث بسلسلة من انقراض بعض الكائنات الحية، ونفوق الكائنات البحرية، والطيور، والشعاب المرجانية، إضافةً إلى الانهيار الجليدي بسبب الانبعاثات الغازية البشرية التي نتج عنها ارتفاع حرارة كوكب الأرض، مع انتشار السموم في الهواء والماء والغذاء والمنازل والمدن والمزارع، وتقتل تسعة ملايين شخص في السنة وحذرت الصحيفة من ارتفاع درجة حرارة الأرض من 7 إلى 10 درجات أو أكثر.
إنه انجراف مليارات الأطنان من التربة من الأراضي التي تغذينا في أعماق المحيط الأعمى، مما يضع الأمن الغذائي على حافة السكين حيث تفشل أنظمة الزراعة وسط مناخ مضطرب ومناظر طبيعية متدهورة.
ومع ذلك، فإن حركة عالمية تضم العلماء والشباب والشيوخ والنساء تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة في مواجهة خطر الانهيار المتزايد. وتحذيرات علمية واحتجاجات واسعة لحفظ المناخ.
وحذر محافظ بنك إنجلترا مارك كارني من “الانهيار المالي المفاجئ” بسبب تغير المناخ. وذلك في تقييمه السنوي للمخاطر الكارثية.
كما أن البروفيسور جيم بيندل ، من جامعة كومبريا بالمملكة المتحدة ، كان من بين أصوات قد حذرت من اقتراب انهيار الحضارة الإنسانية.
ومع ذلك ، لم تعلن سوى قلة من الدول وهي – فرنسا وكندا وبريطانيا وإيرلندا والأرجنتين – عن حالة طوارئ للمناخ. وتواصل معظم الحكومات التحرك بوتيرة باردة، وتغض الطرف عن التهديدات الكبرى التي تهدد البشرية.
الأخطر من ذلك هو السيطرة المتزايدة لما وصفته الغارديان “لوبي الوقود الأحفوري” على الحكومات ووسائل الإعلام العالمية، ليس فقط في الديمقراطيات الغربية المتعثرة ، ولكن أيضًا في روسيا والصين والبرازيل والهند ودول عربية.
وحذر تقرير جديد للأمم المتحدة من أن الشركات الأحفورية تخطط لزيادة انبعاثات الكربون بنسبة 50 ٪ إلى 120 ٪ بحلول عام 2030.
وعلى الرغم من الطفرة في مصادر الطاقة المتجددة، انتعشت استثمارات البنية التحتية الأحفورية في عام 2019 بعد ثلاث سنوات من التراجع.
واعتبرت صحيفة الغارديان في مقالتها أن الطمع والخبث والجهل يقود رجال المال والأعمال المتنفذين إلى هلاك الكوكب، قائلةً إنهم على استعداد لطهي أحفادهم من الأجيال القادمة.