“طوق نجاة نفطي” مؤقت لـ”خانبي ليبيا”
قفزت أسعار النفط عالميا منذ عصر يوم أمس الإثنين وفق التعاقدات الآجلة لشهر أكتوبر لترتفع فوق 85 دولاراً لنفط “برنت” للمرة الأولى منذ شهر نوفمبر عام 2014، وهو ما شكّل “طوق نجاة” للدول المهتزة اقتصاديا، والمُعْتمِدة على تصدير النفط، إذ سيُنْعِش الارتفاع لأسعار النفط ميزانية الدول، وقد يُشكّل هذا الفائض المالي بين التقديرات للسعر المتدني، والسعر الجديد أبواب إنفاق جديدة على مجالات للتنمية الداخلية، لكن في ليبيا تبدو القصة مختلفة وأكثر تعقيداً.
تقارير أممية ومنتديات اقتصادية، وتقارير لديوان المحاسبة أظهرت أن عائدات النفط الليبي تتعرض لـ”عملية خنب ممنهجة”، سمّاها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة “نهباً منظماً”، فيما أظهرت تقارير أخرى حجما هائلا من الهدر المالي والتبذير وهي أوجه أخرى ل”الفساد الكبير” المُنْتشِر في ليبيا في ظل انقسام سياسي وعسكري، بين حكومات لا تلتقي، وبرلمان “شرعي وغائب”، واتفاق سياسي لا يزال حاضرا رغم نعيه سياسياً أكثر من مرة خلال العامين المقبلين منذ توقيعه في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر 2015.
يعتقد كثيرون أن الليبيين قد يسامحون عملية “الخنب الكبرى” التي تجري لعائدات قوتهم، إن وُضِعت “نقطة آخر السطر” للمرحلة الماضية بكل “قساوتها وخيباتها” ، والبدء بمرحلة شفافة تستدعي كل معايير الشفافية والمساءلة والرقابة وفق معايير متفق عليها مع المنظمات والمؤسسات الدولية، وسط مخاوف من أن يكون ارتفاع أسعار النفط مدخلا لسرقات أكبر في المرحلة المقبلة، مع استمرار كل عوامل “الفوضى السياسية والأمنية” في ليبيا.