طوابير المصارف.. “قنبلة كورونا” الموقوتة في ليبيا
تقرير | 218
يعتبر التباعد الاجتماعي والحفاظ على مسافة آمنة لا تقل عن المترين إحدى أهم سبل الوقاية من فيروس كورونا ولكن لا يتأتى ذلك لليبيين في المصارف في ظل شح السيولة وتوقف الرواتب منذ 3 أشهر بعد أنباء عن ورود المرتبات إلى المصارف.
زحام معهود وطوابير لا آخر لها أمام شبابيك المصارف اعتاد الليبيون عليها منذ عدة سنوات. طوابير وقف أمامها المصرف المركزي عاجزا وبات محافظه “الكبير” صغيرا أمام هذه المعضلة.
وعود وتعليمات وبيانات وتعميمات أصدرتها عديد الجهات المسؤولة في الدولة الليبية من جميع الأطراف بمنع الازدحام دون طرح آليات واضحة للقضاء على هذه المعضلة، فالمواطنون فقدوا الثقة في المنظومة المصرفية والأوضاع الراهنة التي حتمت فرض حظر التجوال تستلزم منهم تخزين مؤن تكفي لعدة أيام.
وفي ظل شح السيولة تكبدت عديد الأسر مشقة في توفير احتياجاتها الأساسية بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير في ظل غياب الرقابة على الأسعار وإلزام التجار بأسعار محددة للسلع الأساسية أو توفيرها للمواطنين في الجمعيات الاستهلاكية ..
بيانات وإرشادات يصفها المراقبون بــ “الحبر على الورق” في ظل غياب آليات واضحة لتطبيقها على أرض الواقع ليصبح بذلك الباب مفتوحا أمام رصد المزيد من الحالات المصابة بالفيروس وبات الليبيون بين خيارين أحلاهما مر فإما الموت جوعا أو الموت بالفيروس في طوابير المصارف التي لم يجدوا بديلا عنها بسبب غياب الخدمات الإلكترونية وعدم تطوير المنظومة المصرفية المتهالكة التي أثقلت كاهل المواطنين بعديد الرسوم.
مجازفة ومخاطرة بأرواح المواطنين تجعل المراقبين للوضع الصحي والعاملين فيه في حالة استنفار وتأهب للأسوأ في ظل احتمالات كبيرة لازدياد أعداد المصابين جراء طوابير المصارف.