طرابلس.. مخاوف من اشتعال فتيل المعارك مجددا
باتت العاصمة طرابلس على صفيح ساخن عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة، وأصبحت احتمالية تجدد الاشتباكات بين القوات الموالية لباشاغا والموالية للدبيبة واردة في أي وقت.
وكانت الاشتباكات العنيفة قد اندلعت بقلب العاصمة، بين قوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وكتيبة النواصي الداعمة لفتحي باشاغا، رئيس الحكومة الليبية.
وأعلن الدبيبة، انتصاره في هذه المواجهة، ووفاة ما سماه “مشروع الانقلاب”، بينما قال باشاغا إنه اختار نزع “فتيل الفتنة”، واتخاذ مدينة سرت مقرًا لحكومته.
وعقب دخول باشاغا، إلى طرابلس، رفقة وزيرين في حكومته، وإعلان كتيبة النواصي، في بيان لها دعمها له، ظهر في فيديو مقتضب قال فيه إنه سيعقد “مؤتمرًا صحفيًا.. لتوضيح الأمور ومهام عمل الحكومة”.
وسرعان ما أدى ذلك إلى هجوم عنيف لقوات موالية لحكومة الوحدة على مقر كتيبة النواصي، وسط طرابلس، حيث طالت الاشتباكات عدة شوارع وأحياء في قلب العاصمة.
وكشف المجلس البلدي طرابلس المركز عن إصابة خمسة أشخاص؛ أربعة منهم مدنيون، والخامس تابع للأمن الدبلوماسي، بينما ذكرت صحيفة إندبندنت بالعربية، مقتل أحد عناصر “الكتيبة 166” مصراتة الداعمة لباشاغا، في محيط معسكر كتيبة النواصي.
وتسببت تداعيات هذه الأحداث بإقالات لعدد من الشخصيات المقربة من الدبيبة والتي اتهمها بالتعاون مع باشاغا ومن بينهم أسامة الجويلي مدير إدارة الاستخبارات العسكرية، ومصطفى قدور، قائد كتيبة النواصي، الذي أقيل من منصبه نائبا لرئيس جهاز المخابرات.
ولا تملك حكومة الوحدة القدرة على تنحية قدور، من قيادة كتيبة النواصي، نظرًا لولاء عناصرها لشخصه وليس للدولة، ما يوضح سبب صعوبة إقامة مؤسسة عسكرية احترافية.
وطالت الإقالات وكيل وزارة الثقافة والتنمية المعرفية خيري المختار، مما يشير إلى أن الدبيبة، سيمضي في إقالة المسؤولين العسكريين والمدنيين الموالين لباشاغا، خاصة في طرابلس.