طرابلس في 7 سنوات.. حروب تُعكّر صفو الحياة
تقرير | 218
مرت أكثر من 7 سنوات على العاصمة طرابلس منذ سقوط نظام القذافي في 2011، لم تشهد فيها هدوءا سوى النسبي منه، حيث سادت لغة السلاح في مواقف متفرقة منها ما هو مؤقت لساعات أو أيام ومنها ما دام لأشهر.
وعاشت طرابلس في 20 أغسطس عام 2011 معارك على أشدها أدت إلى سقوط نظام القذافي ولكنها لم تكن بالقدر الذي عاشته في السنوات الأخيرة. إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
ومن أبرز المعارك والاشتباكات التي عاشتها طرابلس كانت بدايتها في 15 نوفمبر عام 2013، حين خرجت مظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة واتجهت إلى منطقة غرغور مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة منها لتواجه تلك المسيرة برماية مسلحة مجهولة أدت إلى تفاقم الوضع وسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى.
واندلعت بعد ذلك أحداث “فجر ليبيا” التي كانت شرارتها في 13 يوليو عام 2014 وجاءت على خلفية انتخاب مجلس النواب وحل المؤتمر الوطني العام الذي تسيطر عليه مجموعة من المحسوبين على الإسلام السياسي، وبدأت الأحداث بالاستيلاء على مطار طرابلس العالمي في أكبر المعارك التي عاشتها طرابلس بين عدد من التشكيلات المسلحة المحسوبة على تيارات إسلامية متحالفة مع مجموعات من بينها درع الوسطى وكتيبة ثوار ليبيا ضد كتائب القعقاع والصواعق.
وكان من أبرز قادة تلك المعركة الدامية صلاح بادي الذي ظهر في فيديو يعلن فيه احتراق مطار طرابلس.
وبقيت العاصمة في تلك الفترة تعيش حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة إنقاذ ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل. وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في السابع عشر من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
وفي فبراير 2017 تحالفت جُل الكتائب المسلحة في طرابلس والمحسوبة على حكومة الوفاق ضد التشكيلات التابعة لحكومة الإنقاذ كانت نتيجتها إخراج هذه المجموعات من طرابلس في مارس من ذات العام وإصابة رئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل الذي خرج بحكومته من العاصمة ولم يعد إليها حتى اللحظة رغم محاولات عديدة من قبل مجموعات تابعة له الدخول إليها ونشبت بينها وبين كتائب طرابلس مناوشات باءت بالفشل.
ولم يخل الأمر في تلك الفترة من هجمات قامت بها مجموعة ما يعرف بالبقرة على مطار معيتيقة على خلفية اعتقال قوة الردع عناصر تابعة له أدت إلى تدمير بعض المرافق في المطار.
وكان العام 2018 تحديدا شبيها إلى حد كبير بـ”فجر ليبيا” من حيث قوة الاشتباكات، حيث شنت قوات اللواء السابع في سبتمبر هجوما مباغتا على مناطق جنوب طرابلس واحتدمت المعارك لمدة 30 يوما بينه وبين كتائب طرابلس التي أسمت نفسها في وقت سابق قوة حماية طرابلس.
ودخل على خط المعركة عدد من التشكيلات المسلحة كتلك التابعة لما يعرف بلواء الصمود يقودها صلاح بادي وكتائب تابعة لعماد الطرابلسي وأفضت تلك المعارك المرعبة إلى هدنة تراجعت بعدها الكتائب المهاجمة وأعلن عن تطبيق الخطة الأمنية لإبعاد شبح الحرب عن العاصمة.
وفي يناير 2019 عادت الاشتباكات جنوب طرابلس وتحديدا في قصر بن غشير واسبيعة وراس علاق بين قوة حماية طرابلس واللواء السابع وبقيت المنطقة حتى إعداد هذا التقرير منطقة عسكرية لا يعرف متى ستنتهي فيها الاشتباكات.