طرابلس.. اشتباكات بالمطار وأفريكوم تُحذّر
شهد مُحيط مطار طرابلس الدولي صباح اليوم اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمجموعات المُسلحة في طرابلس، وسط أنباء مُتضاربة عن الجهة التي تُسيطر على المطار في اليوم الرابع من العملية العسكرية في المنطقة.
وكانت قوة حماية طرابلس التي تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة قد أعلنت عن عملية نوعية في وقت مُتأخر من مساء الأمس، استهدفت بها قوات الجيش وأسفرت عن غنم عشرات الآليات المجهزة، مُؤكدة أن قواتها تُؤمن خط وادي الربيع – السواني – الكريمية إلى كوبري الزهراء – مرورًا بقصر بن غشير والمطار في إشارة منهم إلى مزيد من الدعم المقدم من قبل قوات المنطقة العسكرية الوسطى التي ما زالت تتوافد على المنطقة، وأن القوة تستعد بالإضافة إلى المنطقة العسكرية الغربية والوسطى إلى عملية عسكرية شاملة بجميع محاور القتال.
على الجانب الآخر نفت قوات الجيش خسارة أي من المواقع التي سيطرت عليها وأن ما يدور هي حرب كرّ وفرّ مع الانسحاب التكتيكي من بعض المحاور، مؤكدة بأن مناطق العزيزية والكريمية تحت سيطرة قوات الجيش مع هدوء في مناطق “السبيعة- قصر بن غشير- المطار -سوق الخميس” وجزء كبير من منطقة وادي الربيع، فيما شهدت المنطقة من كوبري السواني الى كوبري الزهراء غوط بوساق انسحاباً جزئياً للقوات.
المسماري: الجيش يتقدّم
وعن آخر التطورات الميدانية المُعلن عنها رسمياً من قبل الجيش حتى مساء أمس، أكد الناطق باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري أن الجيش سيطر على مناطق واسعة جنوب العاصمة وهي مطار طرابلس وقصر بن غشير وطريق وادي الربيع، وطريق المطار، كما أوضح أن قوات الجيش وصلت إلى ورشفانة من حدود جنزور إلى الماية الزهراء العزيزية.
ووفق المسماري فإن الاشتباكات التي كانت تدور مساء أمس كانت في طريق صلاح الدين جنوب طرابلس، وذكر أن أرتالا من مدينة مصراتة تتقدم إلى طرابلس حيث تم رصد كل تحركاتها.
السراج مُتفاجئ
تتزامن هذه التطورات مع كلمة مُتلفزة ألقاها رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج حمّل فيها قائد الجيش الوطني مسؤولية الاشتباكات المسلحة في طرابلس واللجوء للخيار العسكري.
وقال السراج إنه تفاجأ بتحركات عسكرية مصحوبة بخطاب من المشير حفتر وصفه بـ”التعبوي” تحدث فيه عن تحرير طرابلس من الإرهاب والمجرمين، في إشارة لخطاب حفتر الذي أطلق فيه عملية “تحرير طرابلس” في الـ3 من أبريل الجاري.
وأشار إلى أن جميع لقاءاته بالمشير حفتر كانت في إطار إنهاء الأزمة والتأكيد على مدنية الدولة والمسار الديمقراطي، ورفع المعاناة عن الليبيين، بالإضافة إلى الانخراط بجهود توحيد المؤسسة العسكرية ودعم مساعي البعثة الأممية لدعم الملتقى الوطني الجامع.
“أفريكوم” تتحرّك
وكان التطوّر اللافت في رابع أيام العملية العسكرية بالمنطقة الغربية، هو إعلان قائد القوات الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” الجنرال توماس والدهاوسر، أن وحدة من القوات الأميركية تعمل داخل ليبيا انتقلت بصورة مؤقتة إلى خارجها بعد اندلاع اشتباكات بالقرب من العاصمة طرابلس.
ووصف قائد “أفريكوم” الجنرال توماس والدهاوزر في بيان رسمي حول التطورات الأمنية في ليبيا، الحقائق الأمنية على الأرض في ليبيا بأنها “تزداد تعقيدًا ولا يمكن التنبؤ بها”، مُشدداً على استمرار قواته في الحفاظ على مرونة دعمها لاستراتيجية الولايات المتحدة الحالية حتى مع تعديل القوة في ليبيا.
غارات بضواحي العاصمة
أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني أن طائرات سلاح الجو شنت غارات جوية على تمركزات متفرقة في ضواحي العاصمة طرابلس، مُؤكدة أنها أصابت أهدافها بدقة. كما نوّهت إلى أن قوات الجيش الوطني لم تلجأ إلى هذه الخطوة إلا بعد أن أقدمت المجموعات المُسلحة في طرابلس على استخدام الأسلحة الثقيلة التي تُهدد حياة المدنيين.
الرئاسي يرد بـ”بركان الغضب”
خرج الناطق الرسمي باسم الجيش – الوفاق “عقيد طيار محمد قنونو” في أول مؤتمر صحفي له ليُعلن عن إطلاق عملية “بركان الغضب”، والتي قال أنها تهدف لتطهير المُدن الليبية من الخارجين عن الشرعية، حسب وصفه.
وأكد قنونو أن الرئاسي وجّه الوحدات العسكرية والأمنية التابعة له بالتحرّك نحو مناطق القتال، مُشيراً إلى أنها تمكنت من السيطرة على كوبري 27 غرب مدينة طرابلس، والمطار ووادي الربيع جنوب طرابلس.