طائرة “DC-3”.. وقصص رُعب في سماء ليبيا
في أواخر السبعينيات كان الطيار الأميركي “جون” يغامر بطائرة “DC-3” القديمة قدم الحرب العالمية الثانية، بنقله مستخدمي شركة الخليج من حقل السرير إلى بنغازي والعكس.
وفي إحدى رحلاته من الحقل وبعيد الإقلاع بثوانٍ هوت الطائرة بركابها إلى الأرض ولحسن الحظ ساهمت الرمال في محيط المدرج بعدم تحطم الطائرة ونجا الجميع من كارثة محققة.
ويروي أحد ركاب تلك الرحلة أن “جون” ومساعده مفيد- فلسطيني الجنسية- وبعد تواصلهما مع العاملين مطار بنينا وإصلاح العطل بتعليمات ومساعدة باللاسلكي، طلب جون إذن الإقلاع مجددا وسأل محدثه عبر اللاسلكي ماذا بشأن الركاب المصدومين من حادثة الإقلاع الأولى، فأجاب: أحضروهم معكم في الطائرة إلى بنينا، وكان الركاب يعملون في الحقل وحصلوا على إجازة لمدة أسبوعين ليقضوها مع ذويهم.
أُدير محرك” DC-3″ للمرة الثانية ونجح جون ومساعده مفيد في التحليق إلى وجهتهم. وقال جون إنه قاد مثل هذه الطائرة في الحرب العالمية الثانية وخبرها جيدا.
وفي حادثة ثانية، نقلت الطائرة عددا من مستخدمي الحقول وبعد التحليق لمسافة جيدة عن مطار حقل السرير توقف أحد محركاتها ليتواصل جون مع مطار بنينا وأبلغهم بأنه سيهبط اضطراريا وأثناء الاتصال توقف المحرك الثاني فتهاوت الطائرة بسلاسة إلى أن لامست رمال الصحراء مجددا ونجا جميع الركاب وسحبت الطائرة إلى أقرب نقطة، ليُسجل جون ثاني نجاة من كارثة حقيقية.
ولم يتم الإبلاغ عن كيفية انتهاء مسيرة عمل الأميركي جون مع شركة الخليج، إلا أن مساعده الفلسطيني مفيد غادر عمله في ليبيا بعد خوفه من أن يفقد حياته بسبب عطل طائرة ” DC-3″ بين السرير وبنغازي.
وغادر مفيد إلى مصر وهناك عمل مع إحدى الشركات على طائرة من ذات الطراز، وفي إحدى رحلاته اشتعلت النيران في الطائرة فقفز منها ليلقى حتفه.
يشار إلى أن طائرة Douglas DC-3 هي أميركية الصنع وذات محركين بمراوح، وشكلت ثورة في عالم النقل الجوي في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وكانت واحدة من أكثر طائرات النقل تأثيرًا في العالم.