ضاق الخناق وأسقط الجسر
مروة هابيل
ضاق الخناق وأسقط الجسر .. سرعان ما تلاشت ملامح النجاة التي ظهرت علي جبين الثورة .. تدعدع الصدع وتداعى البنيان وتضخم الشرخ .. تعرت الحقيقة عن الفوضي .. ها نحن نقدم أكبر أنواع التضحيات في سبيل احتواء الإنسانية المسلوبة والحرية المنهوبة .. عندما تصل بنا المهانة إلى هدم المعالم وطمس الصور وإخفاء التذكارات في طيات الطين والرمل والصخور .. تدحرجت خرسانته بين هرج ومرج وسبح هاويا في تنظيمات رعناء وهباء متبدد وكيان متضرر للنخاع .. آسفون أيها العالم .. نحن أنجبناهم .. بأية لغة سنعتذر للإنسانية التي لم نعد نليق بها ولاننتمي؟ .. آسفون فنحن نحتضن الإرهاب من أوسع أبوابه طرقنا عليه واستحضرنا الجحيم بأشكاله في شكل رصاصة .. وموت بصوت قذيفة .. وفشل يقلد جسور مهدومة .. بلادة وهباء .. غير تاركين مساحة لممارسة الإنسانية .. مساحة للعيش .. مساحة ولو بسيطة ولتكن للحياة .. كم اختزلنا الجمال وأنزلنا قوانين القبح واستبعدنا الحضارة بكل ما أوتينا من ظلام .. مدينتي اليوم نتقن فيك لعبة الانتظار .. شلال ينبوعك الذي سيبدأ الكلام .. عندما تحين الساعة .. مابعد الهدوء الذي سبق العاصفة ولكن….
ولكن حتي العاصفة هنا غالبا ماتحدث فوضي فوق الفوضي .. فلا رد اعتبار ولا طريقة ولا فرصة ولا وسيلة ولا معركة نبيلة ولا ذكرى تحرير .. سيغسل عارك الغارق تحت الركام .. لأن أبناءنا كما تعرفين ….
يضيق الخناق فيسقطون الجسور..