صورة متداولة تهزّ الليبيين.. وتفتح باباً لــ”الوجع والأسى”
218TV | خاص
كأن “طين” أوجاع الليبيين كان ينقصه “بلل” جديد في خضم مآسٍ وأحزان كثيرة رافقتهم في السنوات الثماني العجاف الماضية، إذ كان بوسع صورة واحدة حظيت بانتشار كبير على مواقع التواصل الاجتماعي أن تدفع الليبيين لـ”وضع الأيدي على القلوب”، وأن تهز وجدانهم على مناحٍ كثيرة للحياة اضطربت معاييرها واهتزت بوصلتها، فيما لا تزال الطبقة السياسية تخترع “الأسباب والحِيَل” لممارسة عمليات “خنب” واسعة النطاق.
الصورة التي آلمت الليبيين تُظْهِر ما بدا أنه قرار لإحدى الكليات الجامعية في مدينة صبراتة يشير إلى عدم نجاح أي طالب في كلية الصحة العامة، فيما سرعان ما قفز الليبيون إلى السعي لـ”تصبيب” هذا الوضع، إذ قال كثيرون إنه من الطبيعي جدا في بلد لا ينعم مواطنوه بأكثر من ساعة من التيار الكهربائي من أصل 24 ساعة، ألا يتحقق أي نجاح لأي طالب، فيما قال كثيرون إن العملية التعليمية نفسها تجابه أعباء صعبة جدا، عدا عن ظروف نفسية سيئة يرزح تحتها مئات آلاف الليبيين يوميا لا يمكن أن تنتج نجاحا لطالب على مقعد الدراسة.
ووردت عبارة “لم ينجح أحد” في الصورة المتداولة، والتي لم يكن ممكنا التأكد من صحتها وموعد ومكان التقاطها، إذ لم تحظَ بأي تعليق من وزارة التعليم العالي، ولا مؤسسات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فيما التزمت جامعة صبراتة بمدينة الجميل الصمت التام حيال الانتشار الكبير للصورة، ولم تُقدّم شرحا لأسباب عدم نجاح أي طالب في كلية جامعية مهمة مثل الصحة العامة، وسط دعوات بفتح تحقيق رسمي لمعرفة الأسباب التي دفعت إلى مثل هذا الوضع البائس، وما إذا كان ناجما عن تقصير طلابي أم تقصير الهيئة التدريسية، أم بسبب الأوضاع المؤلمة التي تعيشها ليبيا منذ سنوات.