“صوتان عاليان” في ليبيا بعد فبراير.. يأس وإحباط؟
218TV | خاص
رسّخ العقيد معمر القذافي “خطاب الطزّ” في خطاباته ومواقفه، ولم يكن يعرف هذا النظام الذي جثم على صدور الليبيين أكثر من أربعة عقود أنه يفتح الباب واسعا عبر هذا “الخطاب التعبان” أمام تأسيس “خطاب الشتيمة” بين الليبيين، والتي ارتفع منسوبها إلى مستويات خَطِرة مع الانتشار الهائل لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي في غياب حقيقي لعقوبات رادعة يتضمنها قانون، فكثيرون يقولون إن القانون وإنفاذه يحتاج إلى دولة حقيقية بسلطات موحدة وقوية، وهو أمر لم يتحقق رغم اكتمال ثماني سنوات على ثورة السابع عشر من فبراير.
في السنوات التي تلت سقوط نظام القذافي، وبدء أزمة سياسية عميقة فرضها الانقسام الحاد على صعيد المؤسسات الرسمية السيادية، فقد تفاقمت مشكلات كثيرة في ليبيا دفعت الليبيين إلى التعبير عن “اليأس والإحباط” على نحو سيئ أظهره خطاب الشتيمة والكراهية الذي لم يعد خافيا على أحد خلال السنوات القليلة الماضية، عدا عن الشائعات التي أصبح ممكنا عبر حسابات وهمية مدارة من فرق إلكترونية إطلاقها في غضون ثوانٍ لتنتشر بين آلاف الحسابات في غضون ساعات قليلة، وهي الشائعات التي طالت الكثيرين وظلمتهم.
في السنوات الثمانية التالية يعترف مواطنون أنهم يمارسون كمية أقل من الحوار في مرحلة أصبح الجميع فيها إما مدانا أو مجرما، أو أقله لا مبالياً وسط عجز حقيقي للأجسام السياسية الموجودة حاليا، فكثير من المواهب الليبية من الجنسين في المجالات الفنية والاجتماعية أصبحوا يُقْذفون باتهامات بلا أساس، عدا عن التعرض لنساء ناشطات في مجالات كثيرة بـ”الشرف والأعراض”، وهو وضع يقول كثيرون إنه استفحل كثيرا في غياب دولة حقيقية تنتج قوانين رادعة للدفاع عن مواطنيها.