“صفران مفاجئان” لأميركا وإيران في “الانتخابات العراقية”
218TV| خاص
بدأت مستويات سياسية ودبلوماسية واستخبارية في الولايات المتحدة الأميركية وإيران بعقد سلسلة اجتماعات تقييمية لما آل إليه “التعقيد السياسي” في العراق الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى “منصة اشتباك” بين واشنطن وطهران، إذ أن نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق لم تأت على “المقاس الأميركي والإيراني”، إذ تسلل “الحليف المُلْتبِس” رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من “الصفوف الخلفية” ليحصد أعلى الأصوات في مدن عدة حول العراق، لكن صاحب أعلى الأصوات وفقا لطريقة احتساب النتائج النهائية لتركيبة البرلمان العراقي قد لا يكون صاحب أعلى عدد مقاعد، وهو ما يُحتَم استمرار اجتماعات العمل والتقييم في واشنطن وأميركا بانتظار جلاء أعمق للمشهد السياسي العراقي.
صحف أميركية وبريطانية اتفقت اليوم الثلاثاء على أن أميركا ومعها حلفاء وشركاء في المنطقة قد حصلوا على “صفر” في امتحان الانتخابات العراقية، لكن المفاجأة أن إيران لم تفز هي الأخرى، وأنها حصلت على علامة “صفر” أيضا، وهو ما يعني نظريا إطلاق سباق سياسي ذا “نَفَس استقطابي” لمحاولة “تعديل النتيجة”، خصوصا وأن تكتل الصدر الانتخابي والذي يحمل اسم “سائرون” من غير المؤكد أن يصمد سياسياً، فيما تعتقد مستويات سياسية في واشنطن وإيران أن الصدر يحاول منذ سنوات “الانشقاق” عن خياري “إيران” و “أميركا”، وأنه يحاول أن يُشكّل مساراً سياسياً ثالثا يحتفظ بعلاقات استراتيجية مع جميع الجيران، وهو موقف تتفق واشنطن وطهران أن “يُحيّر” أكثر مما “يُطمئِن”.
تعتقد مستويات وأوساط سياسية على نطاق دولي إن رجل الدين الصدر من المرجح أن يحوز عدد مقاعد في البرلمان المقبل أقل من رقم (60) بقليل، لكن قائمتي “النصر” لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، إضافة إلى “الفتح” الخاصة برئيس الحشد الشعبي هادي العامري من المحتمل أن تحوزان على أقل من الرقم (50) بقليل لكل قائمة، إذ أن التحالف بينهما قد لا يكون منطقياً، فيما يميل العبادي إلى بناء تكتل صامد مع قوى شيعية حازت على عدد مقاعد أقل، فيما يبدو التحالف “أكثر منطقية” بين العبادي والعامري، وسط ترجيح أن ينضم إليها تحالف الحكمة برئاسة عمار الحكيم الذي نال مبدئيا نحو 20 مقعدا، وهو أمر يتطلب من القوى الشيعية الثلاث أن تحصل على نحو 40 مقعدا آخر، لأن من سيمتلك زمام تأليف الحكومة الجديدة عليه نظريا أن يمتلك نحو 165 مقعدا، وهو أمر غير متاح حاليا لأي قوة سياسية عراقية.
المباراة المفتوحة بين إيران وأميركا على الأرض العراقية حبلى بكل الاحتمالات، ومن المرجح أن الوصول إلى “أشواط إضافية”، والاحتكام إلى “ضربات الترجيح”، إذا استمر التعادل ب”الصفرين” بين واشنطن وطهران.