صراع جديد حول النفوذ والمال في طرابلس
لم يمضِ أسبوعٌ على بيان الأمم المتحدة، التي حذّرت فيه المجموعات المسلّحة التي تحكم طرابلس وضواحيها، حتى ساد الاضطراب والخوف على سكان العاصمة، إثر، ما تبدو أنّها، جولةٌ جديدة من التحارب بين تلك المجموعات، حول النفوذ والمال.
الاضطراب الأخير بدأ عندما تحرّك اللواء السابع، المعروف شعبيا باسم “الكانيات”، والمتمركز في مدينة ترهونة وقصر بن غشير بمنطقة سوق الأحد، نحو جنوب العاصمة طرابلس حيث منطقة خلة الفرجان التي يقع فيها معسكر اليرموك. وجنوب شرقها حيث منطقة وادي الربيع، بحيث أصبحت على تماسّ مباشر مع مناطق كتيبة ثوار طرابلس، التي توجد في أكثر مناطق العاصمة، منذ إخراج كتائب الإسلام السياسي في ديسمبر من العام ألفين وستة عشر، إضافة لكتيبة 42 المتمركزة بمنطقة وادي الربيع.
اللواء السابع قال في بيان له إنَّ تحرّكه نحو العاصمة جاءَ بناء على تعليمات من المجلس الرئاسي، الذي يرأسه فايز السراج، عقبَ اجتماع استثنائي عُقد منتصف هذا الشهر، تمَّ الاتفاق فيه على تأمين حدود بلديات النواحي الأربعة الإدارية.
والذي صادق عليه مشايخُ كلٍّ من ترهونة، الخثنة، العلاونة، الرقيعات، وأعيان النواحي الأربعة، وقصر بن غشير.
وصمتت وزارتا الداخلية والدفاع عمّا يحدث، وغابت بياناتهما وهما اللتان يفترض بالكتيبتين أن تتبعا لهما.
فيما تبدو شوارع المناطق التي تحدّ ضواحي طرابلس، حيث توجد المجموعات القادمة لطرابلس، خاليةً من المارة، يسودُها الترقّب والمخاوف والحذر.
ويُشار إلى أنَّ الكاني هي عائلةٌ تطوّرت إلى كتيبَةٍ مسلَّحةٍ، معظمُ قادتها من العائلة، كان آمرُها علي الكاني رئيسَ اللجنة الأمنيّة ترهونة، والذي قُتِل في اشتباكاتٍ داخل ترهونة مع عائلة النعاجي، حينها ارتكبَ الكانياتُ مجزرةً بحقِّ النعاعجة، وقامُوا بتجريفِ بيوتِهِم وقَتْلِ أبنائِهم.
وكان للكتيبة تواصلٌ مع عضو المؤتمرِ الوطني العام، عبد العليم “أحمد الساعدي”، الذي كانَ بدورِه مقرّباً من الجماعَةِ المقاتلة.
وظلّت كتيبةُ الكاني إلى حين دخولِ الوفاق إلى طرابلس، تُناصرُ حكومةَ الإنقاذ، واحتوَت كتيبةَ صلاح البركي. وآمرها المُلقب بـ”طمطم” أخو صلاح الأصغر، واحتوت كذلك كتيبةَ الدمونة، التي كانت تحمي قصورَ الضيافة، كما احتوت أيضاً أفراداً من مجموعة خالد الشريف، بعد خروجُهم من سجنِ الهضبة.
وأصبحت بذلك عبارة عن خليط أيديولوجي ومنفعي، للبحث عن دورٍ أكبر في طرابلس، التي يريدون دخولَها للانتقام من كتيبة عبد الغني الككلي، التي اصطدموا معَها في أكثر من مناسبةٍ، وكذلك لعدمِ رضاهم على ممارسات كتيبة ثوار طرابلس، وأحداث القره بوللي، وكذلك رفضاً لحكومة الوفاق، وللمجلس الرئاسي .
الكتيبة تغيَّرَ اسمها إلى اللواء السابع، وهي تتبع حكومة الوفاق “على الورق فقط”، وآمرها الآن هو محسن الكاني، شقيق علي الكاني الآمر السابق .