صديق القذافي في إيطاليا.. حر سياسياً
218 | خاص
حقق رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني “انتصاراً معنوياً” حتى اللحظة، لكن من المحتمل أن يتحول هذا الانتصار إلى “صانع للفرق” في مسيرته السياسية، بعد أن قضت اليوم السبت محكمة في مدينة ميلانو بـ”رفع الحظر” المفروض على تولي برلسكوني مناصب سياسية، وهو ما يعني أنه من الممكن جدا أن يعود إلى منصبه السياسي كرئيس للحكومة الإيطالية في المرحلة المقبلة، علما أن الحظر السياسي على برلسكوني كان سيستمر عاما آخر لولا الحكم القضائي اليوم، علما أن اتهامات سياسية تُوجّه داخل إيطاليا لبرلسكوني بأنه “صديق” معمر القذافي، وأنه مارس صفقات سياسية ومالية مشبوهة مع نظامه الذي حكم ليبيا نحو أربعة عقود.
وكشف الحكم القضائي المفاجئ اليوم بأن برلسكوني هو “سياسي سيء الحظ”، إذ لم تمض أيام قليلة على إعطائه الإشارة لحزب “رابطة خمس نجوم” بالعمل منفرداً لتأليف حكومة إيطالية جديدة، من دون مشاركة حزب “إيطاليا إلى الأمام” الذي يتزعمه برلسكوني، بعد انتخابات برلمانية جاءت نتائجها “معقدة سياسياً”، ولم تعط أفضلية لأي حزب سياسي على الآخر، وهو ما أطال عملية تأليف الحكومة، فيما تقول أوساط إيطالية أن برلسكوني لو أخّر تصريحه بشأن تشكيل الحكومة الإيطالية من دون حزبه، لربما جاء الحكم القضائي ليجعل منه “محظوظ سياسياً”، وترأس الحكومة الإيطالية الجديدة.
عملياً من المحرج سياسيا أن يتراجع برلسكوني عن تصريحه السياسي بتشكيل حكومة من دون حزبه، لكنه من المرجح أن ينتقل إلى المعارضة سريعا، لإسقاط حكومة “خمس نجوم”، ودفع الأجواء السياسية نحو انتخابات برلمانية مبكرة، قد تُعيده نتائجها ليكون رئيسا للحكومة الإيطالية، علما أن السياسي الإيطالي قد تلقى في مسيرته السياسية عددا كبيرا من الاتهامات والإدانات القضائية منذ صعوده السياسي الأول كرئيس للحكومة في عقد التسعينات من القرن الفائت.