شواطئ ليبيا.. “كنز سياحي” دمّره الإهمال وجنون الأسعار
تقرير| 218
تعتبر شواطئ ليبيا التي تمتد على مسافة نحو 1770 كيلومترا، الوجه المثالية للترويح عن النفس في ظل ارتفاع حرارة الطقس المتزامن مع انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة، لكن يقف غياب المرافق المُجهّزة بشكل يلبي احتياجات المواطنين حجر عثرة أمام الاستمتاع بهذه الطبيعة الخلابة، إضافة إلى انعدام الأمن في عديد المناطق والذي يحول بين العائلات وبين البقاء على الشواطئ غير المؤهلة.
وظهرت مرافق عديدة بشكل متزايد مؤخرا ولكن ارتفاع أسعار الحجوزات ووصولها إلى أرقام فلكية تتراوح بين 700 و1500 دينار لليوم الواحد، تجعل من فكرة ارتيادها أشبه بالخيال في ظل نقص حاد في السيولة والظروف الاقتصادية القاسية التي أثرت على كل شيء.
وتضم السياحة الشاطئية في ليبيا ووفقا لمركز المعلومات والتوثيق السياحي في الهيئة العامة للسياحة التابعة للوفاق، 134 موقعا سياحيا على مساحة 34 ألف هكتار، تم استثمار نحو 29 موقعا فيما يشتمل المخطط بلوغ الإيرادات لـ6% من إجمالي الإنتاج القومي الليبي، في حال شهد القطاع تنمية كبيرة ونجاحا لخطط التطوير.
وتقف عوامل عدة أمام تطوير القطاع السياحي في ليبيا من بينها الجانب الأمني والتعديات على الأراضي، وتلوث البيئة البحرية في المنطقة الممتدة بين جنزور والقره بوللي، والتي باتت تعد غير صالحة للسياحة، إلى جانب رمي النفايات الصحية في البحر ومنها مخلفات جراحية، مع غياب خطط واضحة للسيطرة على مصبات الصرف الصحي في البحر التي يبلغ عددها نحو 30 مصبا أغلبها متصدعة.
لكن كل هذه الظروف لم تمنع المواطنين من الاصطياف، حيث أوضحت دراسة تحصلت عليها قناة “218” حصريا، من رئيس مركز المعلومات والتوثيق السياحي في الهيئة العامة للسياحة التابعة لحكومة الوفاق أسامة الخبولي، أن عدد الزوار للمصائف العام الماضي في الفترة الموسمية الصيفية التي شملتها الدراسة، 11 ألف فرد خلال الفترة من مطلع يونيو وحتى آخر سبتمبر من العام الماضي.