“شبح الألغام” ما يزال يطارد الجميع في بنغازي
ترجمة خاصة لقناة (218)
أفخاخ مميتة- مجلة “D+C” الألمانية
في شهر يوليو حصدت الألغام أرواح أكثر من 40 مدنيا في مدينة بنغازي، إلى جانب مقتل بعض الجنود، وإصابة عشرات الناس بجروح.
لقد دمرت الحرب التي استمرت ثلاث سنوات أحياء أساسية في المدينة بشكل كبير. ولكن أخيرا تمكن الجيش الوطني من دحر المتطرفين، ومع ذلك تظل الحياة في بنغازي محفوفة بالمخاطر. حيث تحصن الإرهابيون في بيوت خالية هجرها أصحابها، وعندما غادرها الإرهابيون تركوا وراءهم ألغاما مضادة للأفراد. ولا أحد يعرف عدد الألغام المزروعة لكن السكان قرروا العودة إلى بيوتهم رغم تحذيرات الجيش. يقول الناشط المحلي أحمد الفقهي: “بما أن الحكومة غائبة تماما، فقد أخذنا على عاتقنا توثيق حالات انفجار الألغام لحصر عدد المقتولين والمصابين.
ويقول أسامة العيساوي إنه هجر بيته منذ ثلاثة أعوام، ولكنه سئم حياة النزوح، فهو أب لطفلين، ولديه شقة في الصابري، ورغم المخاطر إلا أنه فتح باب بيته وقال. لم أستطع الانتظار، كنت أريد العودة إلى بيتي بأي شكل.” ورغم أنه محظوظ لعدم وجود مفخخات في بيته، لكن الكثير منها موجودة في منطقته. وحاليا يعمل أسامة وجيرانه بالتعاون مع البلدية على عودة الحياة لمنطقته وإصلاح البنية التحتية المتضررة، فهم يريدون عودة الحياة من جديد: “لا يمكننا البقاء عاطلين، وأن ننتظر المساعدة من أحد، ولذلك قررنا إحياء منطقتنا الآن، والألغام تمثل تحديا كبيرا لنا.”
يحقق فصيل الهندسة التابع للجيش الوطني تقدما بطيئا في تطهير البيوت من الألغام، وهناك كثافة في المهام أكثر من طاقتهم، كما أنهم يفتقرون إلى التكنولوجيا المطلوبة ولديهم القليل من الخبرة. وفقا لإعلام كتيبة الهندسة حيث فقد 43 شخصا حياتهم أثناء محاولتهم نزغ الألغام من بنغازي وضواحيها، ولاشك أن بنغازي في حاجة إلى تعاون المجتمع الدولي لإعادة الحياة إلى مناطقها المتضررة، ولأن الناس يواجهون خطر الموت في كل لحظة بسبب هذه الألغام.