شاعر ليبيا.. رسالة لا تنتهي.. من يقرؤها؟
خاص 218TV.NET
انتهى الموسم الثاني من برنامج شاعر ليبيا، وقد ترك في المجتمع الليبي أثرا ظهر جليا من ردود الفعل التي تطلعت لظهور مواهب ليبية في مجال الفن والشعر والثقافة، بعيدا عن منغصات الحياة اليومية التي تراكمت على مدار السنين الماضية وأصبحت سمة تراوح مكانها ملت منها النفس.
وطرق شاعر ليبيا أبوابا إنسانية عديدة من خلال رسائل تجلت في حلقات البث المباشر، فمن دعم لأطفال ليبيا المرضى بالسرطان ، ورفض “الجهل والصمت والكره والدمار والعبودية”، إلى الوقوف بوجه تقييد الحريات، ودعوة للتمسك بتراث الآباء والأجداد.
المتسابقون في شاعر ليبيا أتوا من كل صوب وحدب في ليبيا، ولا يعرفون تفاصيل المناكفات السياسية ولا طريق “الصخيرات” ولا يهمهم من يتصدر المشهد ويوقع على القرارات المتناقضة ثم يقسم أنه يريد مصلحة البلاد، هؤلاء وضعوا نصب أعينهم “الحياة” لا الموت والدمار والمآسي، جاءوا وفي قلوبهم يقين أن الشعر والفن سلاح أقوى من السلاح الذي فيه يقتلون بعضهم، ورسالة لتدخل لكل قلب ولكل بيت ولا يقدر أحد على إيقافها.
هؤلاء لم يدخلوا في ماراثونات السياسة ولم يشاركوا في جلسات الحوار ولم يكن بينهم وسيط أممي حتى يتفقوا فيما بينهم، بل كانوا أكثر مسؤولية من ساسة البلاد، وهذا ما جعل الليبيين يتفقون معهم، وينثرون مشاعرهم ورسالاتهم على كل ربوع البلاد.
مسرح برنامج شاعر ليبيا كان وما يزال إشعاعا ثقافيا، وغرس إيجابيات عديدة سرعان ما نمت وأتى قطافها مبكرا، لشوق الليبيين لمن يأخذ بأيديهم بعيدا عن صراع لا معنى له، ولا نتيجة منه، الشباب الليبي مليء بالطاقات وبحاجة لمن يطلق له العنان ليظهرها ويبني بها الوطن ليبيا.