“سيكلما”.. ما بعثَرَته السياسة جمَعه الشعرُ في “مصراتة”
ولازال للشعر مكان على هذه الأرض التي أرهقتها الصراعات وقضّت مضجعها الأزمات، وما تبعثره الحروب تجمعه الحياة في قصيدة واحدة.
في مصراتة، لا تضرب “سيكلما” أكثر من عصفور بحجر واحد، بل تجمع أكثر من فراشة في فضاء واحد، وأكثر من زهرة في حقل واحد.
إنه الأدب، مرادف الحياة ومُجسّد الإنسانية بكل تجلياتها، وقد اختارت “سيكلما” أن تكون الدورة الثانية في مصراتة، وباسم قامة الشعر السامقة “ديك الجن الطرابلسي” مفتاح العمّاري.
فبرعاية رسمية من الشركة الليبية للحديد والصلب، وإعلامية من دانة للإشهار، احتفلت مؤسسة سيكلما للثقافة والفنون مساء الجمعة الماضي بسنويتها الثانية.
وبدأ الحفل بكلمة “سيكلما” التي ألقاها رئيس مجلس إدارتها الشاعر “يوسف عفط”، ثم كلمة شركة الحديد والصلب التي ألقاها رئيس مجلس إدارتها “محمد عبدالملك الفقيه”.
وقُدّمت ورقة نقدية عن المحتفى به الشاعر مفتاح العماري بقلم الناقد محمد بن حسين، ألقاها الشاعر سيف الدين الهمامي، وكان ختام الحفل بإعلان النتائج وتكريم الرعاة وضيف الشرف ولجنتي التحكيم والمشاركين في المسابقة.
أما نتائج المسابقة فكانت كالتالي:
أولا: في مجال الشعر، لجنة التحكيم ضمّت الشاعرة سميرة البوزيدي، الناقد محمد بن حسين، الشاعر نوري القائد.
وفاز بالترتيب الأول الشاعر سراج الدين الورفلي عن نصه “ثلاثية الثلاثينية”، وفاز بالترتيب الثاني الشاعر أحمد الفاخري عن نصه “مواويل للراحلين”، وفازت بالترتيب الثالث الشاعرة الزهراء البقار عن نصها “شهقة اللحظة”.
ثانيا: في مجال القصة القصيرة، وضمّت لجنة التحكيم القصّاص حسام الدين الثني، والقصّاص علي الجعكي، والناقد عبدالحكيم المالكي، وفاز بالترتيب الأول القصّاص مصطفى اللافي عن نصه “المحامي”، وفاز بالترتيب الثاني القصّاص إسماعيل القايدي عن نصه “قرنا كبش أبيض”، وفاز بالترتيب الثالث القصّاص محمد العياط عن نصه “أنا مجدولين”.
وقد جاءت المشاركات من ثمان مدن ليبية تقريبا، من الجنوب والشرق والغرب، وأشادت اللجنتان بكل النصوص المشاركة، ليترك الأدب لمسته الجميلة مقاوما القبح الذي يحاول أن يحتل المشهد الليبي العام، وفارضا الأمل الذي يخنقه الواقع الموجع.