سيف الإسلام عفو واختفاء
218TV | خاص
لا أحد يعرف داخل ليبيا أو خارجها “ظروف وملابسات” صفقة إطلاق سراح سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي، ضمن صفقة ما عُرِف ب”قانون العفو العام”، لكن إطلاق سراح سيف الإسلام لم يسمح له بأن يطل إطلالة إعلامية واحدة حتى الآن، رغم انتشار العديد من الوسائل والمنصات الإعلامية المقربة والمتعاطفة مع نظام والده الذي أسقطه الليبيون في هذا اليوم قبل سبع سنوات، علما أن خبر إطلاق سراح سيف الإسلام لا يزال حتى اللحظة “خبراً مثيراً”.
الثابت أن سيف الإسلام القذافي –مجهول المكان- صار حراً، وسط جدل داخلي يصعد ويهبط ما بين مُعارض يقول إن هذا “ضحك على العدالة”، وبين مؤيد يقول إن الرجل أفاد من “عفو عام” بما يجعله مواطناً ليبيا قادرا على “الحل والربط”، فيما تميل المحكمة الجنائية الدولية إلى “الرأي الأول” الذي يرى في سيف الإسلام “مجرما.. هارباً من العدالة”، وأنها تريد له أن يواجه “العدالة” التي غُيّبت في عهد أبيه لأكثر من أربعة عقود.
مريدو ومعارضو سيف الإسلام بحثوا طيلة الأشهر الماضية التي تلت إطلاقه عن “إثارة أكبر” مع البحث عن “صورة” أو “تغريدة” أو “لقطة فيديو” لسيف الإسلام القذافي، وسط تمرير معلومات متكررة عن “إطلالة مرتقبة” حشد لها أتباعه بكثافة عبر منصات ال”Social media”، وهي إطلالة لم تأت، وليس معروفا بدقة ما إذا كانت ستتم في ظل الظرف الليبي المُلْتَبِس، والمفتوح على “احتمالات متشظية”.
في تقرير سابق نشره موقع قناة (218) فقد وُضِعت عدة افتراضات وسيناريوهات في مسعى لاقتفاء أثر سيف الإسلام، أو أثر الشائعات المرتبطة بقرار الإفراج عنه، إذ ترددت عشرات المعلومات عن “وِجْهات محتملة” ظل معظمها بلا “دليل موثوق”، فانتقاله إلى الجنوب يبدو مستحيلا في ظل انتشار مجموعات وعناصر “تريده حياً” لمعاقبته، أو المساومة على رأسه، وهو ما ينفي عمليا وجوده في إحدى مدن الجنوب.
التقصي العملي والتحليلي يستبعد فرضية انتقاله إلى الجزائر، فالمسار إلى هناك دونه “عراقيل كبيرة”، عدا عن أنه ليس آمنا، والمرجح أنه هو نفسه لا يجد أي نسبة من الأمان في “خيار انتحاري” من هذا النوع، فبصرف النظر عن ما إذا كانت الجزائر ستستقبله أم لا، أو أنها في وارد تسهيل خطوة قدومه أم لا، في ظل “رصد دولي” للمحكمة الجنائية التي لا ترى في الإفراج عنه أي “عدالة”.
هل لا يزال سيف الإسلام في الزنتان؟ هذا الخيار تُرجّحه أوساط ومعطيات ومعلومات تقول إنه “مُتوارٍ” في المدينة، إلى درجة تعيق “إطلالة فيديو”، أو حتى صورة، أو صوت بلا صورة، فعلى الأرجح أنه يعيش على نحو يمنعه من أي هامش لـ”الحركة والمُناورة”، فالرجل لم يظهر حتى ولو على شكل “سيلفي عفوي”.
المكان الوحيد الذي يمكن لسيف الإسلام القذافي أن يظهر أو يتواجد فيه هو في تفاعل الـ”Social media” في الداخل الليبي، والذي لا يمكن الوثوق به، أو الركون إليه، فأغلب الظن أن القذافي الابن سيعيش وقتا طويلا داخل الـ”Social media”، ربما من أجل تسييل عوائد الانتظار الليبي لمصلحته، أو ربما بحثا عن ثغرة تمكنه من التسلل إلى المشهد الليبي “المُعقّد”.