سمفونية إنريكي بأدوات عزف ملكية
مازن رجوبه
بعد تقهقر الأداء، وافتقاد الشخصية، في أواخر ولاية فيسنتي ديل بوسكي، وتأثير تغيير القيادة الفنية ما بين جوليين لوبتيجي وفيرناندو هييرو، يبدو أن الاتحاد الإسباني أحسن الاختيار بتسليمه القيادة الفنية لمنتخب إسبانيا للمدرب لويس إنريكي، فرغم أنّ الحُكم لا يزال مبكّرا على لاعب ريال مدريد وبرشلونة السابق، فإنَّ ما قدّمه الإسبان سهرة الثلاثاء، وإذلالهم وصيف كأس العالم منتخب كرواتيا بسداسية، يحتاج منا الوقوف والتمعن في الشكل المخالف الذي ظهر به رفقاء راموس.
النجاحُ أمرٌ مستقبلي مرهون بنجاحات إنريكي، وإعادة الماتادور لحصد التتويجات قاريا وعالميا، لكن يحسب للحائز مع برشلونة على دوري الأبطال في 2015 ، أنّه أحسن استغلال مفاتيح مهمّة في المنتخب، لم تلمع بالبريق ذاته منذ سنوات، وهذه بعض التوضيحات:
سيرخيو راموس: لا شكّ بأنَّه المدافع الأندلسي، علامة فارقة في تشكيل لاروخا، ولكن ما فعله راموس من مساهمة في بناء اللاعب ودخوله في خلطة الهجوم اعتبر جديدا على أسلوب الإسبان، سابقا كنا نرى راموس مدافعا، أو منقذا برأسياته، لكن مع إنريكي فقط، رأينا راموس قائدا للفريق أوّلا، وعنصراً فعالاً في بناء الهجمة ثانيا، دونَ التغافل عن إنَّها خاصية وُجدت سابقا في راموس مع الريال، وغابت بقميص المنتخب.
ماركو أسينسيو: اللاعبُ لم يفلح سابقا في تقديم أوراق اعتماده مع المنتخب، رغم مستواه الكبير مع ريال مدريد، ومساهماته في تتويجات الملكي بنسختين من ثلاثة متتالية لدوري الأبطال، لكن حركية أسينسيو، والحرية التي أعطاها إنريكي للفتى الموهوب، جعلت منه لاعبا فعالا ينسبُ نجاحه المتلخص بتسجيله هدفين وصناعته لهدف آخر، مع حركيته الملحوظة، والمساهمة في محافظة الإسبان على الكرة لفترة أطول.
إيسكو: اللاعبُ لم يجد نفسَه منذ فترة عندما يتعلّق الأمر بالمنتخب الإسباني، لكن ما قدّمه إيسكو سهرة الثلاثاء يشبه، ولو بعض الشيء، نسخة إيسكو مع ريال مدريد.
إذا المنطقُ يقول إنَّ إنريكي دخل المنتخب بأهله، متناسيا نجاح الإسبان المرتبط بفلسفة برشلونة، ومعتمدا على واقعية الموجود، إنريكي أحسن الاختيار شكلا ومضمونا، وسداسية في مرمى وصيف كأس العالم، كفيلةٌ بالبرهنة على ذلك.