سلامة لـ(218): السلاح يوظف في صراعات المناطق والقبائل.. وبعض حملته سيُسجن (3-3)
218TV| خاص
في الجزء الثالث والأخير من النص الحرفي لمقابلة المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة مع قناة (218)، فإن الأخير يطلب طمأنة من حملوا السلاح دفاعا عن النفس، إذ يقول إن العملية السياسية، وتكبير المشاركة الشعبية في الانتخابات، وعبر التسجيل لدى المفوضية أولاً من شأنه أن يُوفر قوة دفع سياسية، وأيضا شرعية للانتخابات، معتبراً أن بعض الجماعات المسلحة خُلِقت من أجل النهب والسلب، وتلك مصيرها السجن بحسب سلامة.
قناة 218: قًلت إنك تمثل بكل احترام هذه الدول.. وهذه الدول تختلف مصالحها في ليبيا، هل يعلمون ما الذي يمرّ على الليبيين داخل بلدهم؟
سلامة: كل إحاطة أممية أقوم بها، أسأل الليبيين هل عبّرت عنكم.. لأنني أعتبر نفسي محاميا عن الليبيين، ويحق لليبيين أن يصححوا معلوماتي، ولكن لا يحق لهم أن يشككوا في رغبتي بإعطاء صورة صحيحة عن أحوال في ليبيا للخارج.
قناة 218: الدول التي تتقاطع مصالحها في ليبيا ومنها من يدعم بعض الأطراف السياسية والعسكرية .. هل سيؤثر ذلك على الانتخابات؟
سلامة: بالتأكيد سيؤثر على كل شيء.. حتى في النهب، لأن هناك مشاركة دولية في النهب، هناك علاقة جدلية ليست خاصة في ليبيا، وهي العلاقة بين وحدة الدولة والتدخلات الخارجية. وكلما هزلت الدولة كلما زادت التدخلات الخارجية، وهي حلقة مفرغة عاشتها ليبيا طيلة سنوات. ويزداد التدخل الخارجي، ومعه يزداد اعتماد الليبيين على الخارج، وليبيا بحاجة لتعزيز الوحدة الوطنية، لأن الدول لا تتدخل إن كانت الجبهة الداخلية في ليبيا موحدة، ونحن ما زلنا في الحلقة المفرغة، ولذا نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية.
قناة 218: هذا لا يحدث خلال عام بالتأكيد في ليبيا..؟
سلامة: هناك أشياء في ليبيا تتطلب جيلاً وربما أكثر من جيل، تغيير الثقافة السياسية مثلاً يتطلب جيلاً أو جيلين، والمسألة هي ما الذي نقوم به اليوم في ليبيا، بمعنى هل سنقوم ما ينفع الجيل الجديد، أو بما سيُفاقم الوضع على هذا الجيل.. وبمعنى إن تركنا الأرصدة المجمدة تذهب فنحن سنفاقم الأزمة على الجيل الجديد، وصحيح هناك أشياء صحيحة تتطلب عشرات السنوات، ونحن اليوم في لبنان هناك أمور مند الحرب الأهلية بعد اتفاق الطائف لم نحلها إلى اليوم، ومنها الطائفية وما شابه. إذا هناك أمور تتطلب وقتا طويلاً، وتأخد فترة من الزمن، وما نقوم به اليوم يطرح تساؤلا: هل سنزيد الثقل على الأجيال المقبلة.. أم نقوم بإرساء الطريق نحو مستقبل أفضل.
قناة 218: تتحدث كثيرا عن الروح الوطنية وتعزيزها هل لهذا علاقة بتصريحك عن الهوية الليبية؟
سلامة: بالتأكيد، هذا الموضوع في غاية الأهمية، أرى أن عدم وجود هوية ليبية قوية، أمر خطير على استقلال وسيادة ليبيا، ولذلك يجب أن نعمل على احترام الهويات المحلية والهويات القبلية وهذه لا تلغي تلك، ولكن عدم شعور بأن هناك مصلحة عامة، أمر في غاية الخطورة، وإذا لم يأتِ هذا الشعور، يأتي الشعور البديل أن “البلاد جبنة يجب أن “نتناتشها” ونأخد الحصة التي نستقوي عليها”.
قناة 218: كيف وصلت إلى نتيجة أن هوية الليبيين ضعيفة وليست قوية.. هل هذا من خلال لقاءاتك بأشخاص يتفتقدون إلى قيمهم الوطنية؟
سلامة: لأنني لبناني وأعرف أن هويتنا ضعيفة وساهمت في إرساء الحرب الأهلية.. ثانيا لأنني ألتقيت بكثير من الليبيين طلبوا أهدافاً تخصّ أموراً قبلية وتخصّ أقاربهم. ولامست هذا الأمر حتى في بعض الدول أن الهوية ليست قوية، وأعتقد أن من حق كل فرد في ليبيا أن يفتخر بإنتماءه للهوية، ويجب أن ندعم فكرة الدولة الواحدة والوطن الواحد. وأطمح ان أعمل مع الليبيين على رفع سقف الهوية ووحدة الوطن.. عندما تكون ليبيا أرضاً سائبة يعبرها من يشاء هذا مسّ بالسيادة، عندما تنفق أموال طائلة تنفق على دعم المواد الأولية وتذهب هذه المواد تُباع في الدول المجاورة، هذا مسّ بالسيادة وليست سرقة فقط. لذلك يجب أن نواجه ذلك من خلال الدولة وإعلاء روح الوطنية.
قناة 218: عندما تلتقي بمن يمثلون البرلمان أو المجلس الأعلى للدولة هل يُناقشون معك مسألة السيادة وانتهاكها وهل هم على وعي بمسألة السيادة؟
سلامة: هناك من هو مهتم بهذه الأمور.. ولكن هناك صراعاً في ليبيا يسميه الليبيون صراعاً على شرعية المؤسسات.. وأسميه أنا صراعاً على قانونية المؤسسات، الشرعية في ليبيا ضعيفة، ويجب بناؤها بالإنجازات وبصحة التمثيل.
قناة 218: ما رأيك في استقالة امحمد شعيب من منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب وهو ساهم في صياغة الاتفاق السياسي؟
سلامة: التقيت شعيب قبل أيام وشعرت أنه يقترب تدريجيا عن هذا القرار وحاولت منعه، لأنني أحترم هذا الرجل ولكنه اتخد القرار وعلمت به في الإعلام.
قناة 218: هل تعتقد غياب امحمد شعيب عن مجلس النواب سيؤثر على جساته؟
سلامة: أعتقد أن دوره كان إيجابيا في مراحل البحث عن حل سياسي ولكن ظروفه الشخصية ومرضه أدّت إلى ضمور هذا الدور، وكنت أطمح أن يعود لدوره وآمل أن يعود وهناك حظ أن يعود والانتخابات قريبة في 2018 ، وآمل أن يترشح فيها.
قناة 218: هل ترى أنه شخص مناسب لأن يترشح للانتخابات؟
سلامة: أعتقد أنه شخص مناسب وآمل أن يترشح فيها.
قناة 218: ما رأيك في الجماعات المسلحة في ليبيا.. هل لديكم تصنيف لها، أو أن كلها تتشابه في نفس المستوى؟
سلامة: أعتقد أن معرفتنا بها لم تكتمل بعد، ونقوم بجهد جبار للتعرف عليها جميعا.. هناك أسباب كثيرة لحمل السلاح في ليبيا، هناك مجموعات حملت السلاح للدفاع عن النفس، وهناك أخرى للمجابهة مع قبيلة مجاورة أو قرية مجاورة أو بلد مجاور، هؤلاء ناس بحاجة إلى أن يشعروا بالأمن والطمأنينة من مصدر آخر، غير السلاح الذي لديهم، وعلى الدولة وعلينا كبعثة أن نسعى لأن نجد ما يُطمئنهم غير السلاح. وهناك فئات أخرى حملت السلاح لأسباب حزبية وأيدولوجية وهؤلاء الناس نقول لهم، هناك طريقة للوصول إلى السلطة، والسلاح أحدها ولكنه أكثر دموية وأكثر كلفة بالنسبة لليبيين، وهناك طرق أخرى منها صندوق الاقتراع، ولماذا لا تفكرون في الترشح إن كنتم على هذا القدر من الشعبية التي تدعونها. ولماذا لا تبشرون بأفكاركم وأيدولوجياتكم وعقائدكم بطرق سلمية.
وهناك فئات مسلحة أخرى، خُلقت فقط للنهب والسرقة، ومصيرها السجن، وسأكون صريحاً في هذا، هذه الفئات ليس مصيرها النقاش والحوار والتفهم، ويجب وقف النهب.. والنهب المسلح أولاً.
قناة 218: هل تعتبر أن سنة 2018 سنة الاقتراب من إنهاء الأزمة في ليبيا؟
سلامة: نعم،أعتقد أن سنة 2018 في الأرجح هي سنة الاقتراب من الحل، وآمل أن تحمل السنة الجديدة عدداً من المحطات، منها الملتقى الوطني، ومنها الانتخابات، ومنها تبنّي دستور ما، سننتظر قرار القضاء.. أي الركائز الثابتة لليبيا.
قناة 218: هل لامست سعادة الليبيين بإختيارك كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، باعتبارك شخص من نفس المنطقة وتحمل نفس الهموم ومررتم بنفس التجربة في لبنان؟
سلامة: أسمع ذلك، ولكن ما يهمني ليس ذلك، لأنني أشعر يوميا أن الليبييون يعلمون أنني ربما قد أنجح أو ربما أفشل، ولكنني لن أكذب وسأبقى صادقا معهم حتى لحظة خروجي من هذه البلاد، وأعتقد أنهم يعرفون أيضا أنني لم ولن أدّخر جهدا للوصول إلى نتيجة أفضل، وبالتالي سيبقى إصراري كما كان في يوم من الأيام، إذا كان على هذه القناعة فهذا مصدر سعادتي بالنسبة لي، مصدر كبير.
______________________________________________
سلامة لـ(218): “المال الليبي” يتعرض لـ”نهب منظم”.. بمشاركة دول (1-3)
سلامة لـ(218): الساسة الليبيون انقسموا بين مصلحة عامة.. و”منفعية” (2-3)