زين العابدين وليلى الطرابلسي عادا إلى تونس.. وتونسيون مصدومون
218TV|خاص
ظن عدد كبير من التونسيين يوم الثلاثاء الماضي أن التاريخ قد عاد إلى ما قبل الرابع عشر من يناير عام 2011، حينما شاهدوا داعية دينياً على قناة التلفزة الرسمية وهو يدعو بورع للرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وزوجته ليلى الطرابلسي بعد أكثر من ثماني سنوات على إطاحتهما شعبيا، مفجرين ما عُرِف لاحقا بموجات الربيع العربي التي اجتاحت تباعا مصر وليبيا وسوريا واليمن، إذ طلبت مستويات رسمية في العاصمة تونس فتح تحقيق واسع لمعرفة كيفية وقوع هذا “الخطأ الفادح” الذي دفع مئات آلاف التونسيين إلى الاعتقاد أن الرئيس المخلوع وزوجته قد عادا إلى تونس.
وكان يمكن لهذا اليوم أن يمر بشكل عادي لولا أن الحصة الدينية التي تعرضها التلفزة الرسمية قبل موعد الإفطار قد مر بها سهوا عظة دينية لأحد الشيوخ وهو يسترسل في الدعاء للرئيس المخلوع، ويثني عليه، ويتمنى للتونسيين أياما أجمل تحت قيادته، الأمر الذي سرعان ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في تونس ما بين “مصدوم” ومطلق للطرائف والنكات على كيفية وقوع خطأ من هذا النوع، إذ يبدو أن الأرشيف قد استعاد أشرطة دينية قديمة لبثها، وكان من بينها درس ديني قديم يثني على بن علي وزوجته وحكمه، بل ويصفه بـ”الابن البار والنزيه والمخلص” ما شكّل صدمة للتوانسة الذين ثاروا على نظام بن علي ما دفعه إلى الهرب.
المستوى الرسمي أصدر أمرا فوريا بإقالة محمد الأزهر فارس المشرف على قنوات التلفزة الرسمية، فيما خرج ناطق باسم هذه القنوات ليعلن أن هذه الهفوة كانت عفوية، وأن تحقيقا قد فُتِح لمعرفة كيفية وقوع مثل هذا الخطأ الفادح، فيما تقول أوساط تونسية إن خطأً مشابها كان قد وقع بعد ست أشهر من هروب الرئيس التونسي السابق وسقوط نظامه، لكن الأمر وقتذاك كان مبررا لأن الأمور الإدارية داخل القنوات الرسمية لم تكن قد استقرت بعد، ومن الطبيعي أن يرى التونسيون رئيسهم المخلوع في برنامج قديم أو أغنية قديمة، لكن أن يروه مجددا بعد ثماني سنوات وعلى لسان رجل دين يقول إن تونس لم تر الخير إلا على يديه فهو “طامة كبرى” وفق قول رواد على مواقع التواصل الاجتماعي.