زيلينسكي: أي اتفاق أو حلول سيصوت عليها الأوكرانيون
جدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، رفض بلاده للشروط التي وضعتها موسكو، مشددًا على أن أوكرانيا لن تنحني أبدًا للإنذارت الروسية، مشيرًا إلى أن مدنا مثل كييف وماريوبول وخاركيف لن تقبل ما وصفه بالغزو الروسي.
ونوه الرئيس الأوكراني بأن أي حلول وسط يتم الاتفاق عليها مع روسيا لإنهاء الحرب يجب أن يصوت عليها الأوكرانيون في استفتاء، وأردف قائلاً إن أبرز القضايا التي يمكن أن تطرح في هكذا استفتاء، تتعلق بالأراضي التي تحتلها القوات الروسية، أو الضمانات الأمنية البديلة للانضمام لحلف الناتو.
وأشاد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بمن وصفهم “بالأبطال المدافعين” عن مدينة ماريوبول، قائلا إن صمودهم ساعد في إحباط التقدم الروسي في أماكن أخرى، وإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح في جميع أنحاء أوكرانيا.
وأظهرت الصور كيف أصبحت ماريوبول مدينة أشباح، إذ تحول الجزء الذي تسيطر عليه القوات الروسية الآن إلى أرض خراب، فالمباني مدمرة والجثث تملأ الشوارع، بعد أن تعرضت المدينة لأعنف موجات القصف منذ بدء الحرب، بينما يختبئ من تبقى من سكانها في الملاجئ في ظل انقطاع للغذاء والماء والكهرباء.
ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الأول؛ ما يزال الفشل عنوانها الأبرز، مع عجز القوات الروسية عن الاستيلاء على أي مدينة رئيسية، ناهيك عن الاستيلاء على كييف أو الإطاحة بحكومة زيلينسكي سريعا، كما كان مخططا له، كما قتل خلال العمليات العسكرية الآلاف من الجنود الروس والأوكرانيين.
وتكبد الجيش الروسي خسائر كبيرة في الدبابات والمدرعات، ولقي خمسة جنرالات روس حتفهم، وهي خسارة غير مسبوقة في الحروب الحديثة.
وواصلت خدمات الطوارئ في العاصمة كييف أمس تمشيط الحطام الناجم عن استهداف مركز تجاري، ادعت موسكو أنه كان يستخدم كمخزن أسلحة.
وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، حظر تجول معززًا، يستمر حتى السابعة من صباح الأربعاء، مرجعًا السبب إلى توقع السلطات مزيدا من القصف، وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى اندلاع معارك عنيفة في الشمال من العاصمة لكن القوات الأوكرانية تصدت لتقدم الروس، وأبقتهم على بعد أكثر من 25 كيلومترًا من وسط المدينة.
وعلى جبهة أخرى، أكد رئيس بلدية خاركيف ثاني أكبر المدن الأوكرانية أن مئات المباني، ومعظمها سكنية، دمرت، متعهدا بالصمود، لكنه استطرد قائلا “إن أسوأ الأيام لم تمض بعد.
في السياق الإنساني، نوهت الأمم المتحدة بنزوح ما يقرب من ربع سكان أوكرانيا، منهم ثلاثة ملايين وأربعمئة ألف فروا خارج البلاد، في واحدة من أسرع عمليات النزوح على الإطلاق، فيما تشير تقديراتها إلى مقتل أكثر من تسعمائة مدني، وسط ترجيحات بأن العدد الفعلي أكبر من ذلك.
وذكرت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إيرينا فيريشتشوك أنه تم أمس إجلاء ثمانية آلاف وسبعة وخمسين شخصا من خلال سبعة ممرات إنسانية، من بلدات ومدن أوكرانية تشهد معارك، بينهم نحو ثلاثة آلاف من ماريوبول وحدها.
وقال حاكم منطقة زابوريجيا الأوكرانية إن قذائف أصابت حافلات لإجلاء المدنيين، مضيفا أن أربعة أطفال أصيبوا في حوادث متفرقة.
ولفتت وكالة الهجرة الدولية إلى أن حوالي ستة ملايين ونصف المليون شخص شردوا داخل أوكرانيا، وقال مديرها أنطونيو فيتورينو إن “حجم المعاناة الإنسانية والتشريد القسري بسبب الحرب يتجاوز بكثير التخطيط لأسوأ الاحتمالات”.