رياضة المرأة الليبية “عيب”
218TV.net خاص
إبراهيم الحوتي
منذ اهتمامي بشأن الرياضة الليبية كان يستوقفني دائما دور المرأة فيها وعن سبب تهميش العنصر النسائي في مجال الرياضة كغيره من المجالات، هل هي ثقافة مجتمعنا التي تعتبر أن المرأة من العيب أن تحترف في مجال الرياضة؟ وأن من غير المقبول مشاهدتها وهي تركض وتقفز أو تمارس هوايتها المفضلة؟ ومحكوم عليها أن تتريض داخل أسورة بيتها أو في الكوجينة كما تحب العقلية الرجولية في مجتمعنا.
أعترف أن هناك الكثير من الآراء التي تتفق على أنه من الممكن للبنات والنساء ممارسة الرياضة ولكن مقترحي هذه الآراء يشترطون خوفا من العادات والتقاليد أن يكون تريضهن في محيط خاص بهن وبضوابط معينة ومفروضة عليهن.
الرياضة النسائية في ليبيا تعاني من نظرة المجتمع لها بل وصل الأمر إلى صدور فتاوي من جهات دينية ترفض ذلك، لنستذكر ما حدث للمنتخب الوطني في كرة القدم النسائية عندما كان من المقرر أن يشارك في بطولة ألمانيا الودية ومنع الاتحاد الليبي لكرة القدم حينها مشاركة المنتخب بعد تجميعه وتحضيره للبطولة بسبب إصدار ما يعرف “بأنصار الشريعة” آنذاك بيانا شديد اللهجة يرفض فيه مشاركة المنتخب في تلك البطولة.
أو ماحدث مؤخرا للبطلة رتاج السايح بعد تتويجها بالميدالية الفضية في إطاحة المطرقة في البطولة الأفريقية التي أقيمت في بداية هذا الشهر في الجزائر حرمت بعدها البطلة الليبية في منافسات رمي المطرقة التي كانت مرشحة وبقوة لنيل القلادة الذهبية فيها بسبب مخاطبة من الاتحاد الليبي لألعاب القوى إلى للجنة المنظمة للبطولة يطلب فيها سحب القلادة الفضية ومنعها من المشاركة بحجة أنها لا تلعب باسم الاتحاد الليبي وكانت تشارك تحت اسم وزارة الشباب والرياضة السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل لو كان المشارك في هذه البطولة لاعبا وليس لاعبة أكان حدث ما حدث بغض النظر عن الخوض في تفاصيل هذا الموضوع.
هذا قليل من كثير مما تعانيه المرأة في بلادنا فقد حكم عليها بالتقيد بثلاث خطوات: تولد في بيت أبيها لتنتقل بعدها لحكم زوجها إلى أن تفارق الحياة.