رحيل الأديب “غويتيسولو”.. رافض جائزة القذافي
في طرف العالم العربي في مراكش، أغمض الأديب خوان غويتيسولو عينيه، تاركا العرب في مواجهة التاريخ لوحدهم.
المستشرق الإسباني الذي أحب العربية، وكتب عنها الكثير يأتي كتابه المُترجم للعربية إسبانيا في مواجهة التاريخ على رأس مؤلفاته في العالم العربي، وهو الذي يتحدث عن تأثير العربية كثقافة في التاريخ الإسباني.
ناهض المستشرق الراحل نظام فرانكو الفاشي الذي حكم إسبانيا من الثلاثينيات وحتى السبعينيات، وكان له موقف مضاد للاستعمار الفرنسي في الجزائر وهو الذي عاش في باريس فترة من عمره قبل أن ينتقل إلى المغرب التي استقر فيها حتى مماته.
ليبيا كانت محطة هامة في حياة غويتسيلو الغنية، فقد اشتهر برفضه لجائزة القذافي العالمية للآداب التي كانت تبلغ 150 ألف يورو، بعد أن رشحه للجائزة الروائي الليبي إبراهيم الكوني، في وقت لم يرفض فيه جوائز القذافي وأمواله مشاهير في السياسة والثقافة.
رواياته الأولى كانت من أعلام كتابات الواقعية الاشتراكية في الخمسينيات، والتي ظهر ابتعاده عنها في كتاباته خلال الستينيات، متضمنا تقنيات جديدة من الأسلوب الحديث للرواية، حيث ظهر المنفى في كتاباته والتي كتب في إحداها بالعربية مظهرا تأثره بالثقافة العربية ورؤيته لتأثيرها في تاريخ أسبانيا.
حياة متسقة في المواقف السياسية وتطبيق الرؤية الثقافية، عاشها خوان بين إطلاق صرخته الأولى في برشلونة عام 1931 وإغماضته الأخيرة في مراكش عام 2017، عاش متنقلا بين عالمين، حاضرا قرنين، وحروبا عديدة، لكنه كان دوما ضد الفاشيات والدكتاتوريات الشرقية منها والغربية، الأوروبية منها والعربية.