رجل “حصان” مكسورة
مروان العياصرة
قالت العرب:
(آلة الرياسة سعة الصدر)، وكلما ضاق صدر الحكومات اتسع صدر اللغة والكتابة، لذا نقول،” يعلم الليبيون جيدا أن العثور على طريق خالٍ من المعوقات، فهو غالبا لا يؤدّي إلى أي مكان، كما يقول فرانك كلارك.. لكن هذا الحجم من المعوقات، وتفخيخ الطرقات كلها بالعقبات والعراقيل، والتعب، والانتظار، يكشف عن ثقب أسود كبير يبتلع كل مبادرات التسوية ويجعل الحلول تبدو كنميمة سياسية.
“الرئاسي”، مثلاً..
ربما تخيل أنه الحصان الوحيد في مضمار السباق إلى الحكم والسلطة، ليفاجأ، أو يتفاجأ الجميع أنه حصان “أعرج”، سار لمسافات طويلة وظامئة، متأرجحا على ساق مكسورة، دون أن يعرف أن الطب الذي لا يعرف المستحيل، عرفه فقط في تجبير رجل حصان مكسورة، لذا نصحوا بأن تُطلق عليه رصاصة الرحمة.
الأفكار عن السلطة والعمل الحكومي والحرية والعدالة وبناء المؤسسات والدولة، شيء رائع ومثير للحماسة لدى شعب عانى طويلا من الدكتاتورية والظلم والعمى الحكومي وتكميم الأفواه والتسلط، لكن كل هذه الأفكار المحمولة على ظهر حصان سريع العدو لن تتحقق برجل مكسورة.
لنتخيل أن الرئاسي يعتذر..
يعتذر عن سنوات من الخسارات والأخطاء والجري المرهق، جارّاً خلفه عربة فارغة،
هل يبدو الاعتذار حقيقياً ومجديا، ومطلوبا..؟، أم أن “الاعتذار” كما يقول كاتب أميركي اسمه “إمبروس بيرس” غالباً ما يؤسس لإساءة مستقبلية.
الناس لا تريد اعتذارات، لا أحصنة مكسورة الساق، ولا تريد “خبزاً ومهرجانات” فقط، رغم الجوع وقلة الحيلة، إنها تريد حصانا يعرف كيف ينتصر، والناس بالمناسبة ليست ( خرافا لا تستطيع الامتناع عن أكل اللحوم إذا ظل الذئب على رأي آخر )..
أخيراً.. كل الذين اعتذروا متأخرين ذهبوا أو مضوا متعبين، أو ..