رجل المرحلة
خيري القاضي
قرأت الكثير من المنشورات التي تطالب بالخلوق جهاد المنتصر بتولي منصب رئيس اتحاد الكرة، يجب أن لا يسرح بنا الخيال بعيدا لكي نحدد المعايير الفكرية والرياضية لاختيار الربان الجديد لقيادة اتحاد الكرة..ويمكن الاستفادة من المنتصر في جوانب أخرى.
قبل كل شي يجب أن نستفيق من خدعة ووهم الاستعانة أو الدفع بلاعب دولي سابق لتولي منصب الرئيس.
هذه التجربة تنجح في أوروبا فمثلا كرواتيا يقود اتحادها الهداف السابق للمنتخب الكرواتي دافور شوكر لكن الوضع يختلف جملة وتفصيلا في القارة السمراء التي ننتمي إليها، فقارتنا مختلفة عن باقي القارات كرويا وثقافيا واجتماعياً، ولعل تجارب دول الجوار والدولة القوية الأخرى التي سيطرت على مقاليد الحكم كرويا وإدارياً ووضعت ومنحت الثقة في رجال تتوفر لديهم المواصفات والمتطلبات اللازمة لمقارعة صناع القرار في البيت الإفريقي، فالمؤتمرات والاجتماعات على مستوى المسؤولين ورؤساء الاتحادات يتطلب الكاريزما والحنكة والخبرة والثقة أكثر من الوسامة التي هي لا مكان لها داخل أروقة الكاف.
الرجل المناسب في هذا المنصب هو الرجل العصي على الانكسار والقادر على التوغل في خصوصيات ودهاليز وكواليس الكونغرس الإفريقي الكروي.
منصب يتطلب رجل دولة أو رجلا صاحب دم أزرق قادر على توفير كل الإمكانيات.
منصب يتطلب رجلا ذو شخصية قوية وعلاقات متينة داخل قارتنا، وهذه المقومات لا يمتلكها لاعب عاش حياته بالكامل في أجواء أوروبا الباردة التي تختلف عن حرارة وسخونة القارة الإفريقية الكرة الليبية تحتاج لشخص يمنحها القدرة على المزيد من الصعود على سلم القارة، وعلى المزيد من التمييز في محيطها ليكسبها الشخصية التي لا تنهار أمام أبسط العواصف وعوارض كرة القدم، وأن يكون على معرفة دقيقة بكرة القدم الإفريقية وعلى اطلاع جيد بخصوصيات الكرة المحلية لمساعدتها على تبني نموذج كروي متقدم وقابل للتطوير أكثر.
لنتعلم ونستفد من تجارب الآخرين، نحن كليبيين لا نتعلم ولا نريد أن نتعلم نُصرّ على تكرار الهفوات والسير في الطريق الخاطئ لأنه ببساطة تغلب علينا العاطفة وننسى ونتناسى بسرعة كبيرة، ويسهل علينا التأثر بالوعود والكلمات والصور عبر الفيس فالشخص الذي سيقود المرحلة القادمة الذي تتوفر فيه شروط القيادة، فمرحبا به من أجل أن يأتي بمشروع وأدوات عمل وصرامة ونهم للاشتغال بلاهوادة وهذا من المؤكد سيضمن النجاح.