رئيس روسيا البيضاء مستعد لتسليم السلطة بـ”شرط”
محاولة تبدو الأخيرة من رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو بإعلانه الاستعداد لتسليم السلطة بعد استفتاء على تعديلات دستورية، محاولا بذلك تهدئة الاحتجاجات التي بدأت ككرة ثلج عقب اتهامات بتزويره نتائج الانتخابات الأخيرة لصالحه للفوز بولاية سادسة، ما دفع الآلاف للخروج مطالبين بتنحيه عن السلطة وإعادة الانتخابات، حيث ملأ هتاف ارحل ساحات العاصمة مينسك، في أكبر تحد يواجهه منذ توليه السلطة منذ 25 عاما.
وحاول لوكاشينكو أن يمرر هذا الاقتراح بحيث لا يبدو تنازلا تحت ضغط المحتجين، لتواجهه هتافات من عمال أحد المصانع التي كان يعتبرها النموذج الاقتصادي الأمثل، مطالبين بتنحيه ورحيله، في وقت أعلن فيه الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ لوكاشينكو أن موسكو مستعدة لمساعدة بيلاروسيا وفقا لاتفاق عسكري جماعي، بينما يشير محللون إلى أن روسيا تراقب من كثب بيلاروسيا التي تمر فيها أنابيب صادرات الطاقة الروسية نحو الغرب، وتشكل منطقة عازلة ضد الناتو.
وأبدت سفيتلانا تيخانوفسكايا زعيمة المعارضة وعبر تسجيل مصور من ليتوانيا حيث هربت عقب انتهاء الانتخابات حرصا على عدم اعتقالها، استعدادها لقيادة البلاد، وتحمّل المسؤولية والعمل كقائد وطني خلال هذه الفترة داعية إلى إنشاء آلية قانونية لضمان إجراء انتخابات رئاسية جديدة عادلة، كما حثت مسؤولي الأمن وإنفاذ القانون على تبديل مواقفهم من حكومة لوكاشينكو، واعدة بالعفو عنهم.
وتشكل ردود الفعل الدولية ورقة ضغط إضافية على لوكاشينكو، إذ وصفه نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزير المالية أولاف شولتس بأنه دكتاتور فقد دعم شعبه، محذرا في الوقت ذاته موسكو من التدخل لإبقائه في السلطة، كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاتحاد الأوروبي إلى دعم المظاهرات التي خرجت بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء للمطالبة باحترام حقوقهم وحريتهم وسيادتهم.