رئاسي الوفاق وتيار الظلام.. من يخدم من ؟
سليمان البيوضي
حقوق الناس ومطالبهم أو حتى أمانيهم ، جسدها ظهور اقطيط في فيديوهاته المتتالية ؛ و بينت إلى أي مدى وصلت حالة الإحباط و اليأس عند الليبيين من الطبقة السياسية الحاكمة في ليبيا ؛ و قد مثل ظهوره في أغلب الأوقات تلك الرغبات الدفينة في المنطقة الرخوة في غرب ليبيا ” حيث الرؤوس التي تسعى لتكون ممثلة في ” الطبخة الدولية القادمة ”
حتى وصول اقطيط لمطار معيتيقه سادت حالة من التخبط و الترقب و الفشل في الحركة و المناورة ؛ لدى الأطراف السياسية.
حتى تم تمكين التيار الرديكالي من الحصول علو مقعده في المؤتمر الوطني الجامع ” أجزم يقينا أن هذا ما سيحصل خلال أسابيع أو أشهر معدودة ”
فهل هو فشل للطبقة السياسية الحاكمة أو تواطأ ؛ هي السبب في عودة تيار الظلام بعد انحسار مميت.
و من دون مواربة فإن عودتهم ستسبب بخلق حالات من الفوضى الموضعية ، حيث أنهم إحدى أهم آلات الاحتراب؛ التي يعتمدها المجتمع الدولي لخنق ليبيا ؛ و من باب الإنصاف فإن الجيش وحده كان يتحرك بشكل علمي و عملي ضدهم ؛ إلا أنه وحتى الآن ينقصه الجسم السياسي المكمل لمنجزاته.
إن ما يسمى رئاسي حكومة الوفاق ؛ منح حراكهم أكثر من مرة جرعة معنوية مهمة ؛ ربما آخرها منع التظاهر في العاصمة ؛ وأكاد أجزم أن التيار الرديكالي كان يريد هذا المنع ، حتى ينقذ نفسه من مأزق ؛ فهم بحاجة لعشرات الآلاف في كل الميادين ؛ بسبب الزخم و حالة الإستقطاب التي صنعوها ؛ وهم أكثر من يعلم بأنهم بـ”قضهم و قضيضهم” بضع آلالاف ؛ بعد أن خسروا كل حواضنهم الشعبية ؛ و من المستحيل أن يخرجوا لكل الميادين الليبية بالآلاف في آن واحد.
فهل اتخاذ قرار المنع من رئاسي الوفاق ؛ كان جزءا من إعادة تيار الظلام لواجهة الأحداث ؛ أم لجنة الترتيبات الأمنية ؛ أم هي ماكينة المجتمع الدولي التي نتحسسها و لا نراها ؟
لا يوجد شيء يؤكد أو ينفي وجود تواطؤ ما ؛ لكن : من ليبيا يأتي الجديد !
لقد ركز اقطيط في كل دعواته بأنه لا يريد أن يحكم ليبيا ؛ وهذا صحيح ؛ إذ أن الهدف غير المعلن هو إيجاد موطأ قدم لبقايا الإسلام الرديكالي ؛ فخسارة ملف سجناء الهضبة ؛ أفقدهم ميزة الوجود المشوه في المشهد السياسي الليبي ؛ وفي إطار التموضع الجديد في الطبخة الدولية ؛ جاؤوا بحصان طروادة الذي استخدم ذات المنهجية التي لعب بها خصومهم أثناء الحوار ؛ حاجات الناس و رغباتهم و آمالهم و طموحاتهم
إن الحراك كحالة عامة ؛ أظهر السوءات ؛ فبيَّن إلى أي مدى يشهد التيار الرديكالي انحسارات عسكرية ؛ وأن المواجهات المسلحة خلال العقد القادم لن تكون من خياراته ؛ إلا في حالات موضعية تتطلبها إرادة دولية ؛ وأنه قرر أن يعود للظلام ليبني هياكله من جديد ؛ و السؤال الكبير : من ينقذ ليبيا من المجهول ؟
وبعيدا عن القطيط وتحركاته ؛ لم تنتبه الطبقة السياسية والنخب لتحركات ؛ عبدالحكيم بلحاج المتزامن مع خروج مكثف لبشير صالح ؛ فهل المؤتمر الجامع بوابة لتقاسم السلطة ؛ على أساس مغاير !
و هل للإسلام السياسي العنيف دور أم أن تيار بلحاج هو ممثل المعتدلين!؟
و ما دور رئاسي الوفاق الحقيقي في هذه الخلطة أو الاتفاق غير المعلن ؟