ذكرى رحيل الأديب والمفكر الصادق النيهوم
“الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ”.
هذا ما قاله الأديب والمفكر الليبي الصادق النيهوم في منتصف القرن الماضي، وكأنه شاهد على ما يحدث لبلاده في السنوات الأخيرة من الفوضى والحروب وعدم الوصول إلى حلول حقيقية.
ولد النيهوم في بنغازي عام 1937 ودرس وفكّر في مدارسها، حتى صار معيدا متميزا في كلية الآداب ومن ثم واحدا من أهم الأقلام الليبية والعربية على الإطلاق، لكونه يتمتع بمهارة وأسلوب ساحر في تقديم الفكر والفلسفة داخل نظام لغوي مبسّط، وليس كعادة بقية الذين كتبوا في الفلسفة والفكر والدين.
يقال أنه حصل على الدكتوارة من جامعة ميونخ ومن ثم تابع دراسته في مدينة أريزونا الأمريكية لمدة عامين، وقد عاش آخر أيام حياته بعيدا عن ليبيا سواء في لبنان أو لندن، أو في جنيف التي عمل بها مدرسا للأديان المقارنة لفترة طويلة
ألف النيهوم مجموعة كبيرة من الكتب والدراسات ولعل أشهرها العودة المحزنة للبحر، وفرسان بلا معركة، وإسلام ضد الإسلام، وإسلام في الأسر وغيرها الكثير، إضافة إلى موسوعات “أطلس الرحلات” و”تاريخنا”
يصادف يوم 15 نوفمبر ذكرى وفاة النيهوم عن عمر يناهز 51 عاما في جنيف – سويسرا في عام 1994، ودفن في بنغازي يوم 20 نوفمبر من ذلك العام، ولم يحضر جنازته سوى القليل من الأصدقاء والأقارب، لكنه يضل واحدا من الأعلام الليبية والعربية في الأدب والفكر.