دماء وماء
عزالدين الفالح
وأنت تتأمل تلك الأرواح التي امتزجت أحلامها بمياه البحر المتوسط انطلاقا من مدن نسمع عنها أو تلك التي قد لن يأتي يوم ونعرفها!، نسجت تلك الأمنيات بين أشجار أنغولا أو مزارع داكار وشواطئها التى تقع على الطرف الغربي من البلاد على شبه جزيرة الرأس الأخضر قبالة ساحل المحيط الأطلسي وغيرهم من أبناء قارة أفريقيا.
تجد أولئك الحالمون وهم ينتظرون فرصة مغادرة تلك الجنة التي سكنها أبليس ، وهجرها أبناؤها فى لحظة كان يمكن أن تكون هى وجهة الجميع وقبلتهم .
بين مسافات شاسعة وصحارى مرعبة يغادرها أبناء تلك المدن الغنية وبشعب فقير كان ولازال للشركات الكبرى متعددة الجنسية بمختلف أنواعها وأطيافها والسيطرة عليها دونما أى وجه حق مع تلك الرشاوى والعمولات لمن يملك في غابات أفريقيا السلطة والمال.
على شاطئ المتوسط الممزوج بلون السماء الأزرق تستوقفك تلك الجثث التى تجمدت دماؤها فى عرض البحر وهى تحمل بين ضلوعهم آمال وأحلام الجنة التى يمكن أن يحالفك الحظ أن تدخلها أو يأتيك أبليس جنة أفريقيا ذلك الذى سكنها فيتبعك بنفس الذى كان وراء هروب ذلك المسكين.
وبين كل هذا وذاك تأتى مبادرات ومناورات لحقن تلك الدماء من دول غربية ومنظمات دولية تقول إن هدفها توقّف هذا التدفق من المهاجرين إلى تلك الأرض العجوز
(القارة الاوربية )ولم ينظر إلى كيفية مكافحة هذا التدفق من دول المنبع والتى تفتقر لحياة يمكن أن توقف دماء أبناء القارة السمراء التى نزفت على ضفاف المتوسط.
الحديث عن تنمية مكانية تضم تحتها كل أشكال المساعدات والتطوير والتعليم والعمل .
لكن فى ظل تلك التجارة المربحة هل يسمح بأن يكون كل ما سلف ذكره ممكن. فى اعتقادي يمكن ولا يمكن .
ويمكن فى حال ما صدقت الدول الأوربية فى العديد من تعهداتها بمساعدة أفريقيا ولا يمكن فى ظل انتشار عصابات وتجار البشر الذىن يتمتعون بعلاقات متجذرة فى عدد من الحكومات والأجهزة الأمنية التى يمكن أن تكون هى المستفيدة ألاكبر مما يحدث.
فهل سيأتى يوم يتوقف فيه مزج الدماء بالماء؟