صور العبودية أفزعت الليبيين
218TV | ترجمة خاصة
نشرت منظمة “بروكنغس انستتيوت” البحثية دراسة موجزة عن العبودية والاتجار بالبشر في أفريقيا والعالم وتساءلت حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وجاء في الدراسة:
كان للصور الأخيرة لأسواق الرقيق في ليبيا تأثير بالغ حين أظهرت العبيد الأفارقة يباعون في أسواق شمال أفريقيا من قِبل البيض. ومثلت هذه المشاهد، التي تحدث في 9 “أسواق” على الأقل في البلد، إهانة للبشرية وتتطلب اتخاذ إجراءات فورية. ومع ذلك، فإن الاستجابة حتى الآن لم تكن بالقدر المتوقع.
انعقد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة لمناقشة فرض عقوبات على الأفراد والكيانات، واستخدام للمحكمة الجنائية الدولية، لكنها انتهت الدورة دون القرار (على الرغم من أنه أدان بشدة الممارسات). في هذه التجارة الحديثة في البشر التي كانت مستمرة لبعض الوقت.
وقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات من عام 2015؛ وتقارير معاملة إجرامية للبشر تعود إلى عام 2010. ووفقا للمنظمة فإن ظروف سوق الرقيق والاعتقال شائعة على نحو متزايد من قبل عصابات إجرامية تستفيد من تجارة الرقيق ليبيا، والذي تضمن لقطات استندت إليها شبكة سي إن إن في تحقيقها الشهير.
وقال عثمان البلبيسي، رئيس المنظمة الدولية للهجرة للبعثة في ليبيا، للصحفيين في جنيف، “إن بيع البشر أصبح الاتجاه السائد بين المهربين مثل شبكات التهريب في ليبيا التي تصبح أقوى … والمهاجرون يباعون في الأسواق كسلعة.”
وتحت عنوان فرعي “ماذا يمكن أن يجري في ليبيا؟” يقول التقرير:
في ليبيا، تشكل الدعوة القوية التي تقوم بها الوكالات الإنمائية بصورة متسقة وبقوة جزءا لا غنى عنه في المعادلة. وتُعدّ الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أمرا بالغ الأهمية. وفي حين أدى إغلاق الطريق المتوسطي إلى الاتحاد الأوروبي إلى تفاقم الوضع في بعض النواحي، فقد فتح أيضا إمكانيات تقديم مزيد من المساعدات إلى بلدان المهاجرين الأصلية وليبيا. ويمكن للجهات الفاعلة في مجال التنمية أن تساعد في العمل على تحسين الظروف في البلدان الأصلية، وعلى سبيل المثال، دعم النظام القضائي في ليبيا وتعزيز المؤسسات والتشريعات. ويجب التركيز على الابتكار (كما فعل البنك الدولي في بيرو لدعم إصلاحات السجون)
وتُعدّ المنظمة الدولية للهجرة شريكا رئيسا في هذا المجال. وهم موجودون على أرض الواقع، ويفهمون الوضع على نحو أفضل من الآخرين، ويلعبون دورا نشطا، بما في ذلك إعادة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل إلى وطنهم، وكثير منهم من ضحايا الرق. ويمكن لموظفي المنظمة الدولية للهجرة الوصول إلى بعض مراكز احتجاز المهاجرين التي تديرها الحكومة ويحاولون تحسين الظروف عندما يكون ذلك ممكنا. و مع ذلك، فهي غير موجودة في المراكز التي يسيطر عليها تجار البشر حيث تحدث الكثير من الإساءات وتجارة الرقيق. كما طلب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أموالا إضافية لمكافحة الرق. وتقدم منظمة أطباء بلا حدود، التي لديها أيضا إمكانية الوصول إلى مراكز الاحتجاز الحكومية، الرعاية الصحية للمهاجرين واللاجئين.
والأهم من ذلك أن الليبيين يشعرون بالفزع إزاء هذه الجرائم التي تحدث في بلدهم، وهم يتخذون إجراءات في ظروف صعبة للغاية. لكنهم بحاجة إلى المساعدة. سيكون هناك العديد من الأشخاص في الطيف السياسي الذين يريدون التخلص من هذه المحنة التي حلت ببلادهم.