داعش من “المنبر” إلى “جثة إدلب”: “سقوط خرافة”
218TV|خاص
عاش تنظيم داعش “مجدا كارثياً” بامتياز فقد أصبح “أيقونة رعب” حول العالم، عبر التصوير الاحترافي لعمليات الذبح والإعدام لمن يقعون بين يدي أنصاره من جنود نظاميين، أو مناوئين له ولفكره المتشدد في المساحات الجغرافية التي هيمن عليها في سوريا والعراق، فيما اتجه داعش أيضا للسيطرة أيضا على مدن في سوريا المجاورة للعراق، وأقام فيها “إمارات ظلامية”، قبل أن ينشأ تحالف عسكري دولي لمحاربة تنظيم داعش، ومنعه من السيطرة على مدن أخرى، إذ بدأ العالم بتوجيه ضربات عسكرية قوية لبنية التنظيم في العراق وسوريا، مطلقا رحلة تقهقر داعش.
ويُشكّل شهر يونيو من كل عام “تاريخاً صادماً” في حياة العراقيين والعالم، الذين حينما فوجئوا بتساقط مدن من جغرافية بلادهم عام 2014 على يد عشرات الآلاف من عناصر تنظيم داعش الذي باغت الحكومة وأجهزة الأمن العراقية بإسقاط مدن كاملة في غضون ساعات قليلة، الأمر الذي مكّن السلطات العراقية من وضع خطط عاجلة لحماية باقي المدن ومن بينها العاصمة بغداد التي كان الدواعش يتجهون صوبها بسرعة، لولا التحرك الشعبي الذي شكّل هيئات لحماية المدن الاستراتيجية الكبرى، فيما كشفت تقديرات استخبارية وقتذاك أن خطة داعش كانت تتجه صوب إسقاط الجغرافيا العراقية كاملة في غضون أيام قليلة.
وفي السنوات الخمس الماضية، ظهر زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في يوليو 2014 من على منبر مسجد في مدينة الموصل العراقية معلنا إقامة دولة الخلافة الإسلامية، وأنه هو خليفة المسلمين، فيما توارى الخليفة “من جانب واحد” بعد ذلك سنوات عدة، متواريا خلف “تسجيلات صوتية” وسط مزاعم وتكهنات بمقتله وإصابته إصابة تمنعه من الظهور في فيديو مُصوّر.
ولوحظ أن البغدادي ظهر بصحة جيدة في آخر تسجيل مرئي له بعد إعلان أكثر من دولة في العالم القضاء على تنظيم داعش في العراق وأجزاء واسعة من سوريا، وسط مخاوف ظلت تتكرر من “نشاط مفاجئ” له في أي وقت، قبل أن تأتي أنباء الاستهداف الأميركي لمقر يتواجد فيه البغدادي في مدينة إدلب السورية، وسط معلومات أميركية متصاعدة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن “الخبر العظيم”، بعد أن بشَر الأميركيين بـ”حدث عظيم” عبر تغريدة مفاجئة على “تويتر” أشعلت اهتمام وفضول الرأي العام الأميركي.