“خيارات معقدة” تنتظر إسطنبول: أردوغان أو لا أحد
218TV|خاص
بعد نحو ثلاث أشهر على الانتخابات البلدية التي أظهرت تراجعا لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وخسارته لبلديتي العاصمة أنقرة، والعاصمة الاقتصادية إسطنبول لصالح أحزاب المعارضة، يعود اليوم الأحد نحو عشرة ملايين تركي لصناديق الاقتراع في إسطنبول، بعد أن قررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة الاقتراع في المدينة التي رفض حزب أردوغان تقبّل الخسارة فيها، فيما لا يزال الحزب الحاكم يعيش قلقا متصاعدا من أن يُمْنَى بهزيمة ثانية تبدو أقسى شعبيا وسياسيا على نظام أردوغان، إذ تقول تقديرات متضاربة أن مرشح المعارضة أكرم داوود أوغلو قد يُعمّق جراح أردوغان عبر “فارق أكبر” مع مرشحه قد يصل إلى ربع مليون صوت.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، رمى حزب العدالة والتنمية بكل أوراقه السياسية بحثا عن “تحشيد ومناصرة” لمرشح الحزب في إسطنبول بن علي يلدريم الذي سبق له أن ترأس الحكومة والبرلمان في تركيا، فيما تحتشد أحزاب المعارضة بقوة خلف إمام أوغلو، إذ لم ترشح أحزاب المعارضة أي مرشحين لها في الانتخابات المعادة، وهو ما يعطي أفضلية لأوغلو الذي بادر مرارا خلال الأسبوعين الماضيين إلى استفزاز أردوغان وقيادات الحزب الحاكم، ومن بينها يلدريم الذي اتكأ إلى “أصوله الكردية” في محاولة لـ”جذب واستمالة” الناخب الكردي، الذي يبدو “ورقة مهمة ورابحة” لمن يكسبه في انتخابات اليوم.
وينظر كثير من الأتراك إلى انتخابات الإعادة اليوم في إسطنبول بأنها ستكون “مضيعة للوقت” إذا فاز أكرم أوغلو، لأن أردوغان لن يعْدَم وسيلة في التحايل على نتيجة الانتخابات، كما فعل في الانتخابات الأولى في شهر مارس الماضي، حينما قدّم طعنا، وشكك بنتائج الانتخابات، وهو ما قاد إلى قبول الهيئة العليا للطعن، إذ تقول المعارضة التركية أنه في حال خسر مرشح أردوغان مجددا انتخابات إسطنبول، فإنه قد يستمر في محاولات “اللف والدوران” للتحايل على أي نتيجة جديدة، لكن أتراك يقولون إنه كلما توسع الفارق بين إمام أوغلو وبن علي يلدريم فإن “حجج وحِيَل” أردوغان ستكون أصعب.
معارضون لحزب العدالة والتنمية يقولون إن حزب أردوغان يشهد تصاعدا في وتيرة الاعتراض والغضب على سياسات أردوغان الضارة بتركيا والحزب بات يرفع شعار “أنا أو لا أحد” في انتخابات إسطنبول، وسط تساؤلات عن الحيلة الجديدة لأردوغان ما إذا فاز مرشح المعارضة بفارق يصل إلى ربع مليون صوت، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن مرشح المعارضة هو الأقرب للفوز، لكن “مفاجآت” حزب أدروغان مستمرة، وقد تثمر فوزا مفاجئا لبن علي يلدريم في العاصمة الاقتصادية التي يعتبر أردوغان الفوز فيها “مسألة حياة أو موت”.