خطوات مفخخة.. وأصوات خشنة تصدح في الفراغ
مروان العياصرة
هل غاية الثورة أن تُسقط دكتاتورا.. ؟
وماذا بعد هذا، وماذا قبل أن يفاجئنا الواقع بأننا للآن ما زلنا على الحافة، والطريق الصعب ما زال طويلا، والمأزق الكبير يتربص بنا ويفخخ خطواتنا الحذرة المثقلة بالتعب والشكوى.
حين يكون المعنى الأكثر تداولا للثورة هو المعاناة يكون الهدف هو التخلص من أسبابه، أما حين يصير هدف الثورة تجربة حياة مستقبلية أفضل – حسب إيريك هوفر – فإن غياب الرؤية والملامح والمقدمات يجعل الثورة تبدو كما لو أنها دخول تلقائي في الوهم.
للآن الواقع صعب ومخيب للآمال، والناس تمكث في أماكنها تنتظر مواعيدها الكثيرة، تدرك أن “الفرح مؤجل كالثأر من جيل إلى جيل”، وتتهجى حزنها وحزن البلاد، وتمدُّ يدها المقبوضة على حزمة ضوء وصوتها الخشن في العتمة والفراغ، حتى تنتصر أو تنتصر.
واقع يبدو كحجر الرحى.. يطحن كثيرا من الأحلام والتطلعات والرؤى، وتفسير كل ذلك أن للثورات ضحايا، وللمستقبل الذي تسكنه أحلام تجربة الحياة الأفضل ضريبة يجب أن تدفع..
المشكلة الأخطر أن العودة للوراء كارثية، واللحظة التاريخية الراهنة حتما لا تحتمل العودة للخلف، كما أن التقدم للأمام بلا مقومات، مخاطرة.. والرهان على الأيام قلق مضاعف.
ليس هذا إمعانا في الوهم أو هروبا أو حتى اختباءً خف الكلمات، لكن إن لم نستطع أن ننتج وعيا حقيقيا بكل احتمالات الراهن فسوف يفاجئنا المستقبل بكثير من الأزمات.