خشانة: يصعب أن تتوحد أوروبا حول ليبيا
استبعد رشيد خشانة مدير المركز المغاربي للدراسات أن يتبلور موقف أوروبي موحد حول ليبيا بسبب تجاذب الطرفين الرئيسيين الممسكين بالملف الليبي.
خلافات أوروبية
وقال خشانة إن الموقف الألماني مثلاً مختلف عن الموقف الفرنسي والإيطالي، أما الموقف البريطاني مقارب للموقف الأميركي، واعتبر أن الخلاف على الأغلب سيستمر، خصوصاً بين إيطاليا وفرنسا.
حضور ضعيف واستفادة إيطالية
وتوقع مدير المركز المغاربي أن يشهد مؤتمر باليرمو حضوراً ضعيفاً، معتبراً أنه ليس هناك تقدم تجاه حل الأزمة الليبية كما يأمل الليبيون.
وتسائل الباحث عن إمكانية أن تسعى السلطات الإيطالية لإقفال الملف الليبي في ظل حقيقة أن 9 في المائة من البنزين الموزع في محطاتها مهرب من ليبيا.
وقال الموقف المنطقي هو التحفظ على أي فرص للنجاح أمام مبادرات مماثلة لمؤتمر باليرمو.
تعنت ليبي واستفادة دولية
وأشار خشانة إلى تعنت الأطراف الليبية وأنها لا تريد أن تتوافق مع بعضها للخروج من عباءة التأثير الدولي.
وذكر بتجارب ناجحة في العالم العربي ودول شرق أوروبا بالوفاق والحوار مع الآخر، مضيفاً أن الساسة الليبيين يجب أن يقتنعوا بأنه لا يمكن إلغاء الآخر، من أجل المصلحة الوطنية.
وأضاف أن التفرقة الليبية تخدم الأطراف الدولية، لأن كل طرف يدعم فريقاً ليبيا ويدعمه، ويحصل عن طريقه على مصالحه.
باليرمو غير مجد
واستبعد مدير المركز المغاربي وصول مؤتمر باليرمو إلى نتيجة محددة ، خصوصا إذا تغيب عنه لاعبون رئيسيون في الملف الليبي.
وأضاف أن غياب الجدول الزمني يعزز عدم صدقية أي مؤتمر، ففي مؤتمر باريس لم تتعهد الأطراف الليبية بالجدول الزمني، بل تحدث عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإذا لم يلتزم الساسة بجدول زمني في المؤتمر القادم فإنه لن يكون إلا حبرا على ورق حسب تعبيره.
تطابق أميركي إيطالي
وأكد خشانة وجود تطابق أميركي إيطالي في الآراء شوهد في مؤتمر كونتي وترامب، ونقاش الملف الليبي بين الملفات الثلاثة التي ناقشها كونتي، يظهر أهمية الملف الليبي لإيطاليا والولايات المتحدة.
وقال إن الولايات المتحدة اختارت الشريك التقليدي، لأن إيطاليا كانت حليفة معتادة للولايات المتحدة في المنطقة المتوسطية.
واستبعد أي وجود عسكري في ليبيا، على الرغم من رغبة الإيطاليين في ملاحقة شبكات الهجرة، إلا أن تنفيذ هذه الرغبة صعب حسب قوله، وأنهم لن يخاطروا بالدخول في مستنقع مماثل.