كشفت الخبيرة الإيطالية المتخصّصة في علم الأحياء والناشطة في مجال التواصل العلمي، والمقيمة في زيورخ بسويسرا، باربارا غالاّفوتّي، أن الدول التي نجحت فعلًا في القضاء على الفيروس هي (على سبيل المثال العديد من دول الشرق) التي اتخذت تدابير حاسمة لا تلائم الواقع الغربي، لكن المؤلم بالتأكيد هو الخطأ الذي ارتكبته بعض الدول، كالبرازيل والولايات المتحدة وكذلك السويد، بتنكرها لخطر الفيروس ولضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للتصدي له.
وأوضحت غالاّفوتّي، في تصريحات لها لموقع “swissinfo.ch– سويسرا بالعربي”، “في القارة الأوروبية، حاول الجميع بذل قصارى جهدهم، مع مراعاة واقع البلاد وعادات السكان وثقافاتهم والتدابير التي بإمكانهم القبول بها. أما نحن الأوروبيون، وخلافًا لبلدان أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية حيث الثقافة المحلية تقدّم رفاهية المجتمع على رفاهية الفرد، فقد أظهرنا بأننا غير مستعدّين ثقافيًا بما يكفي لحماية الأضعف، وأبدينا قدرا كبيرا من التردد فيما يتعلق بالعناية برفاهية المجتمع”.
وعن سويسرا، أضافت الخبيرة الإيطالية، بقولها: “يبدو لي أن المعلومات في سويسرا كانت متّزنة ومنسقة وعملية، وأن مخاطبة الناس كانت بوضوح حتى بشأن المشاكل ، الأمر الذي برهن على أن النهج العملي البراغماتي في حالات الطوارئ بالذات، أكثر من أي وقت آخر ، هو الورقة الرابحة، وقد أعجبني التأكيد منذ البداية على حقيقة أن تطعيم جزء كبير من السكان لن يكون مُمكنًا قبل فصل الصيف”.
وحول أفريقيا، أشارت الخبيرة الإيطالية المتخصّصة في علم الأحياء،إلى أن القارة “لن تتمكن أجزاء كبيرة من إفريقيا وأيضًا من جنوب شرق آسيا، وبعض مناطق آسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية، من تلقي التغطية الكاملة للتطعيم حتى عام 2023. ومن المرجح أن لا نتنقل، على الأقل على المستوى العالمي، إلا بتصريح أو شهادة تطعيم. إنه أمر مُزعج، ولكن لابد لنا من التعود عليه”.
وأكدت غالاّفوتّي، إن “موجات الأوبئة لطالما وُجدت، وهذه لن تكون الأخيرة، وبغض النظر عن الإيدز، فقد نسينا كيفية التعامل مع هذه الأنواع من الأوبئة منذ آخر وباء حقيقي وهو وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، وليس لدى معظم الدول أي خطط حقيقية لمواجهة الجوائح الوبائية، ولم تستثمر ما يكفي في إجراءات المراقبة، ولكن من المفروض أننا أصبحنا، بعد كل ما حدث، أكثر استعدادًا لإدراك طبيعة المخاطر التي تواجهنا”.