خبير أميركي: أردوغان “يُخرّب ليبيا”.. وبايدن سيقلب الطاولة
خاص| 218
تناول إدوارد ستافورد، دبلوماسي أميركي متقاعد، وأكاديمي خبير في الشأن التركي، بالتفصيل، تحركات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ليبيا، وأهدافه الحالية والمستقبلية من تدخله العسكري في البلاد لدعم حكومة الوفاق.
وقال ستافورد، الذي حل ضيفا في برنامج “USL” على قناة “NEWS 218″، الثلاثاء، إن أردوغان يخلق باستمرار حالة أزمةٍ يستفيد منها بقدر ما يمكنه الإفلات من عواقبها، ثم في كثير من الأحيان يقوم بالتراجع قليلاً، مضيفا أنه يتدخل في ليبيا لأغراضه الخاصة.
موقف “الناتو”
وأضاف ستافورد، أن أردوغان سيدعم عملية الأمم المتحدة ويدعم حظر الأسلحة على ليبيا طالما اعتقدَ أن ذلك يصبُّ في مصلحته، فهو يصرّ على أن لتركيا حقوقٌ بارزةٌ في شرق البحر المتوسط بسبب ساحلها المتوسطي، وأكد ضرورة عدم تجاهل ما تقوم به تركيا في المنطقة، والتعامل معها وكبحها.
وبشأن علاقة تركيا مع حلف شمال الأطلسي “ناتو”، ذكر ستافورد، أن أردوغان منذ توليه منصب رئيس الوزراء في 2003 سعى لنقل تركيا لتكون عضوًا صعبًا في حلف الناتو، ويعوّل على أن الكثيرين من دول الناتو يدركون أن بقاء تركيا في الحلف أمر مفيد، فيما يتفهم الأمين العام للحلف أن المشكلة ليست في تركيا في حد ذاتها، بل في طموحات أردوغان الشخصية.
دور تركيا التخريبي
وأوضح الدبلوماسي الأميركي المتقاعد، إدوارد ستافورد، أنه في حال اتفق الفرقاء في ليبيا على إلغاء الاتفاقية البحرية مع تركيا، سيجد أردوغان طريقةً ما لإفشال الاتفاق، لافتا إلى وجود أتراك في ليبيا يمارسون قدرًا كبيرًا من التأثير على الحكومة الليبية.
وقال إنه “من غير المرجح أن تلعب تركيا دورًا إيجابيًا في المفاوضات بين الليبيين، وستلعب دورًا سلبيًا أو مخرّبا”، مضيفا أن وضع ليبيا معقد بشكل لا يُصدّقُ مع وجود أعضاء في الاتحاد الأوروبي على طرفي نقيض حيال القضية.
أردوغان والتلاعب بالمسلمين
وعرج ستافورد، للحديث عن علاقة أردوغان بالإسلاميين، وشدد على أن مرتزقة أردوغان والدواعش الذين يرسلهم إلى ليبيا مصدرُ قلقٍ كبير، موضحا أن أردوغان لا يريد متشددين إسلاميين على حدوده فأرسلهم إلى ليبيا أملا في قتلهم على يد مرتزقة “فاغنر”.
ولفت إلى أن استراتيجية أردوغان بعيدة المدى هي إعادة الإسلام إلى الحياة السياسية التركية وإلغاء مبدأ فصل الدين عن الدولة، كما أن إحدى نواياه إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية، وأيضا هو يعتقد أن الإمبراطورية العثمانية كانت وسيلةً لنشر الإسلام، إمّا عن طريق الإقناع أو الفتح.
وقال إدوارد ستافورد، إن أردوغان يقدم نفسه كنوع من زعيمٍ للمسلمين وليس لتركيا فقط، وتقوم استراتيجيته على خلق الأزمات لتبدو تركيا وكأنها المدافع البارز عن حقوق وامتيازات المسلمين في جميع أنحاء العالم، موضحا أن الإخوان المسلمين بالنسبة لأردوغان ليست منظمة سيئة، وأنه كان سعيدًا جدًا عندما تولى مرسي السلطة في مصر وهو غير سعيد بتولي السيسي الحكم.
السيناريو بعد الانتخابات الأميركية
وذكر الخبير في الشأن التركي، إدوارد ستافورد، أن أردوغان صبور للغاية، وذكي جدا ويغيّر تكتيكاتُه لتناسب الوضع القائم، ويعتقد أن القوى الغربية تعيق تركيا عن شَغلِ مكانها اللائق في العالم.
وأبدى ستافورد اعتقاده أن أردوغان “يتلاعب بترامب لكنه يجد صعوبة في ليبيا مع بوتين وهو أكثر قسوة منه وأكثر مهارة منه من الناحية الاستراتيجية”، وأردف قائلا إن السياسة الأميركية ستتغير إذا فاز بايدن بالانتخابات، حيث سيميل الأخير إلى فكرة التدخل الأميركي في العالم، وقد يفرض عقوبات على تركيا في قضية “إس 400″، وبإخراج تركيا من برنامج F-35.
ولفت ستافورد إلى أن تحرك السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند غير كاف، والوضع الليبي يحتاج إلى تحرك أميركي أكبر، لكن المشكلة أن كثيرون في الولايات المتحدة يرون أن ليبيا هي مشكلة الاتحاد الأوروبي وهو من يحلُّ هذه القضية.
دور الأمم المتحدة
وحول دور الأمم المتحدة في ليبيا، بيّن إدوارد ستافورد، أن المنظمة تعترفُ بطرفٍ ليبي واحدٍ، لكنها تحاول بالفعل أن تكون وسيطًا نزيهًا بين الفصائل، مؤكدا أن الأمل الحقيقي لليبيا بأن يكون لدينا وسيط نزيه، معربا عن أمله في أن يصمُدَ وقف إطلاق النار ويؤدي إلى بعض المفاوضات الهادفة.
وشدد على ضرورة أن تستخدم الولايات المتحدة مساعيها الحميدة لدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية ما في ليبيا، لكنه قال: “لن تكون هناك فرصة لزيادة الدعم الأميركي لجهود الأمم المتحدة إلا بعد انقضاء الانتخابات”.
وأضاف: “لا يكفي أن تكون القوة العظمى طرفا محايدا في الصراع الليبي.. ليبيا أقرب لكونها مشكلة أوروبية، لكنها بالتأكيد مشكلة أميركية أيضا ويجب أن تشعر الولايات المتحدة بالقلق من تأثير مشكلة ليبيا على المنطقة ككلّ، فالدورُ المفيد الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة هو جعلُ الأوروبيون يتفقون على سياسة موحدة تجاه القضية الليبية”.