خبير أمريكي: أردوغان “لا يحترم الليبيين” وكورونا سيُوحّدهم
رأى الخبير بالسياسة الأميركية الخارجية، غريغوري أفتانديليان في تصريحات لـ218 أنه في الوقت الحالي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف حقيقي لإطلاق النار هو حدوث تفش خطير لفيروس كورونا في ليبيا وارتفاع كبير في أعداد الضحايا.
وقال الخبير الأمريكي إن المرتزقة والعسكريين الأتراك الذين يرسلهم الرئيس التركي رجب أردوغان ينقلون الفيروس إلى ليبيا، مضيفا أن فيروس كورونا وبطريقة غريبة جدا، يمكن أن يساعد في تحقيق وقف إطلاق النار وفي عملية سياسية ومصالحة، معتبرا أن هذا الفيروس هو الشيء الوحيد الذي سيوحد الليبيين ويدفعهم لمحاربة الوباء بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو أيديولوجيتهم السياسية.
أردوغان لا يحترم الليبيين
وأشار خلال حديثه عبر برنامج USL الذي يبث عبر شاشة 218NEWS إلى أن أردوغان الذي بات طرفا رئيسيا في الحرب الليبية، قدّم منذ يناير الماضي طائرات مسيرة ومقاتلين سوريين متطرفين إلى حكومة الوفاق.
وأضاف: “أردوغان لا يحترم حياة الليبيين حتى في مرحلة تفشي كورونا. سياسته الخارجية عسكرية وعدوانية للغاية ويريد تطبيق السياسة الخارجية العثمانية الجديدة في ليبيا”.
وقال غريغوري إن سياسة تركيا الخارجية تقوم على دعم للجماعات الإسلامية في أنحاء مختلفة من العالم العربي، مبينا أن العالم لا يقبل فكرة إحياء الإمبراطورية العثمانية في وقت يرى أردوغان فيه أن تركيا يمكنها استعادة ماضيها عندما كانت اللاعب المسيطر في الشرق الأوسط.
وحول المواقف العربية والأوروبية من سياسات أنقرة الخارجية، أوضح أن مصر غاضبة من تركيا بسبب قضية الإخوان المسلمين وقضية الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، في حين تعتبر بعض الدول الأوروبية مثل اليونان وقبرص أن تركيا تمثل تهديدا لها.
داعش قد يجرّ واشنطن إلى ليبيا
وأكد الخبير السياسي أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير السياسة الأميركية تجاه ليبيا هو عودة كبيرة لتنظيم داعش في ليبيا، قائلا إن ليبيا ليست بين أهم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب.
وأشار إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو يرى أن ليبيا لها وضع معقد للغاية، كما أن فرص أن تصبح الولايات المتحدة منخرطة في ليبيا ليست جيدة جدا، باعتبار أن الولايات المتحدة ترى أن ليبيا مشكلة أوروبية ودولية بالدرجة الأولى.
توتر يشوب العلاقات الأمريكية التركية
وكشف الخبير الأمريكي في حديثه لـ218 أن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة ليست في أفضل مراحلها، لافتاً إلى وجود عناصر داخل الحكومة الأميركية ترى أن جماعة الإخوان الحليفة لحكومة الوفاق في طرابلس تشكل خطرا.
وتابع حديثه قائلاً: “تركيا منحت ملاذا لنشطاء الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة، وأردوغان يرى الإخوان المسلمين كجزء من سياسته الخارجية، ولديه العديد من المنتقدين في تركيا الذين يرون أن سياساته العدوانية في العالم العربي تأتي بنتائج عكسية”.
وعن أطماعه في ليبيا، رأى غريغوري أن الرئيس التركي يطمح لعلاقات اقتصادية مع ليبيا إذا رأى أن حكومة الوفاق الوطني ستخرج منتصرة من الحرب في طرابلس، مؤكداً أنه لن يتخلى عن هدفه المعلن بالسيطرة الكاملة على ليبيا إلا إذا تعرض لهزيمة كبيرة جدا.
أردوغان.. رئيس بأذرع إرهابية
وقال غريغوري إن الرئيس التركي يعلن معارضته للجماعات الإرهابية، لكنه يساعدهم ويستخدمهم كمرتزقة في ليبيا، معتقداً أن بلاده ستكون أكثر أمانا إذا كان هؤلاء المرتزقة المتحالفين مع الإرهابيين يقاتلون في بلد آخر بدلا من وجودهم في تركيا أو قريبا منها.
وأضاف: “أردوغان يعتقد أن سياسته الخارجية ستستمر بغض النظر عن معارضة الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية. لكن في الوقت ذاته فإن أوروبا ليس بمقدورها التصدي لأردوغان دون واشنطن”.
ورأى أن التدخل التركي في ليبيا أطال أمد الحرب المشتعلة وجعل المصالحة ووقف إطلاق النار وتطبيق حظر حقيقي على الأسلحة صعب التحقيق، مشيرا في سياق متصل إلى أن دور بعثة إيرين الأوروبية لوقف إرسال الأسلحة إلى ليبيا في البحر لن يوقف إمدادها بالجو والبر.
دخول ستيفاني لحقل الألغام الليبي
وتطرق الخبير الأمريكي إلى دور البعثة الأممية في ليبيا، قائلا إن استقالة غسان سلامة تدل على إحباطه الكبير مستشهداً بمدى صعوبة الوضع في ليبيا.
وأضاف: “غسان سلامة بذل قصارى جهده لمحاولة فرض حظر حقيقي على الأسلحة ووقف إطلاق النار لكنه فشل. لست متأكدا من أن ستيفاني ستنجح حيث فشل سلامة والأمور لا تبدو واعدة للغاية في هذه المرحلة”.
وأوضح أن تعيين ستيفاني وليامز رئيسة للبعثة في ليبيا لا يعطيها دافعا لنجاح مهمتها باعتبارها أميركية، معتبراً أن ما تقوم به ستيفاني والسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند لتنشيط السياسة الأميركية في ليبيا ليس كافيا.
واختتم الخبير بالسياسة الأمريكية الخارجية حديثه بالقول إن الأمم المتحدة تشعر بالإحباط الشديد لأنها لم توقف القتال وأن الوضع الإنساني في ليبيا يزداد سوءا كل يوم.