حين تحاول تعريف “ليبيا”.. لا تلتفت لغيرهم، لن تخسر
خاص 218tv.net
استيقظوا صباحا، وحملوا حقائبهم متجهين إلى مدارسهم، هكذا فعلها أطفال ليبيا، بعد أن أزيحت “غُمة التأجيل” وأفرج عن الحظر الذي كان يُمارسه البعض عليهم، في منعهم من المعرفة وفهمها.
المشهد برُمته، قد يصعب على البعض فهمه، مع وتيرة الأحداث المتسارعة في ليبيا، من الحرب الوشيكة في كل بقعة في ليبيا، إلى الحروب الأخرى “الحقيقية” التي يخوضها أولياء هؤلاء الطلبة أمام المصارف والمخابز. ولكن بالنظر إلى تفاصيل الصور التي ستُشاهدونها، ستكتشفون إن ثمة أسرار بإمكان البعض أن يعرفها، دون أن يفتح كتابا مدرسيا، أو أن يتأمل قنينة الماء الذي حملها أحد الطلاب لتقيه شر العطش.
وشر من لا يحبّ لهُ أن يصنع علاقته مع أمّه الثانية.. المدرسة. وهذه الأسرار تكمن في أن بعضا من هؤلاء الأطفال، سيصير مهندسا، أو طبيبا، وفنانا وأكاديميا، وسيذكر هذا اليوم، ولن ينساه من ذاكرته، وهذا كله سينعكس على ليبيا، التي أصبحت تصدّر في “أمراء الحرب” الذين لن يعرفوا قيمة المدرسة، أو حتى الطبيب، الذين سيكون أحد تلاميذ تلك المدارس، وسيكون سببا في إنقاذ أحد عناصر الجماعات المسلحة في ليبيا. وهنا فقط ينتهي الجُزء الأول من “حالة المعرفة” التي يخافها البعض، دون أن يدرك مزاياها التي ستعود لهُ بالإيجابيات.
أما الجوانب الأخرى في بداية العام الدراسي، فإنها لا تنتهي من فرحة المعلّم الذي سيُلاقي أبناءه وبناته، وسيحكي لهم عن جغرافيا ليبيا وتطاريسها، وسينتهي بجُملة: هذه بلدكم.، ولا في بهجة معلمة التاريخ التي ستُبحر معهم في تاريخ حافل من العراقة والأبّهة، إلى المعارك التي قادها الأجداد لأجل أن تبقى بلدهم ليبيا، ولأجل أن يُكملوا المسيرة، بالعلم والمعرفة.
ليس حراما، أن تبتعد السياسة وحوار الفرقاء عن هؤلاء الأطفال، لأجل أن لا تتلوث مدارسهم بـ”خُبث المحاصصة” و”الزعامات” التي لن تنتصر لأي طرف في النهاية، ليس حراما أن تتراجع الحكومات عن “مسعاها” في بسط نفوذها وسلطانها “الضائع” في رمال الفوضى، لأجل الوجوه البريئة التي لا تحفظ ولن تحفظ اسما من وزرائها.. ليس حراما أن يعترف كل من نصّب نفسه “قاضيا وحاكما” على الليبيين بفشله وأن يتقدّم ببرقية “اعتذار رسمي” إلى كل طفل في ليبيا، قائلا فيها: لن تتكرر.
وحتى لا نُقلق أولياء أمور الأطفال، ونختصر المسافات، ونترك أمّهاتهم إلى ترتيب أكياس “نصّ الطريق” و”فطور الاستراحة”، علينا دعوة جميع المسؤولين، أو الاقتراح بشكل “غير رسمي” بأن يعقدوا اجتماعاتهم في هذه المدارس، وأن يلحق بهم فريق الحوار السياسي، دون وساطة أممية، لعلّ “طابور الصباح” وحقائب الطلاب ونظرتهم وشوقهم لـ”فصلوهم الدراسية” لعلّهم يخجلون من الأطفال، ويُقدّمون لنا منهجهم الدراسي، وهذا إن استطاعوا دراسة الموقف، وقراءة “المنهج الوطني”.