حيدر العبادي “سياسي الصدفة”.. هزم داعش
218TV|خاص
بعد تكليف الدكتور عادل عبد المهدي بتأليف الحكومة العراقية الجديدة، عقب ساعة من انتخاب مجلس النواب لرئيسِ الجمهورية برهم صالح، يمكن القول إن “الصعود السياسي” الذي أملته أقدار سياسية لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قد انتهى، بعد أن بدأ فجأة وخلافا لكل التوقعات في يونيو 2014، حينما استفاق العراقيون على تنظيم داعش وهو يبتلع ثلاث مدن كبرى، ويقترب كثيرا من العاصمة.
اتحد العراقيون وقتها على أنّ رئيس الحكومة وقتذاك نوري المالكي قد انتهى سياسياً، وأنه يتوجب إبعاده عن المسرح السياسي، لكن الأحزاب العراقية كانت تفتقر إلى كفاءات سياسية جاهزة كي ترشحها لخلافة نوري المالكي، الذي حاول مقاومة فكرة تنحيته سياسياً، فتقدّم حزب الدعوة الموالي لإيران، والذي كان له باع طويل في معارضة نظام الرئيس العراقي صدام حسين، لكن الاسم الذي طرحه الحزب كان مغموراً ومفاجئا لأوساط سياسية عراقية، رأت وقتذاك في اسم حيدر العبادي مجازفة سياسية، نظرا لضخامة الحدث السياسي الذي يشغل العراق، وتأهب داعش لاحتلال العاصمة، لكن حيدر العبادي نال توافقا اضطراريا.
بدأ “لاعب الكومبارس سياسياً” حيدر العبادي بحشد المؤيدين حوله، لكن مع “صبغة طائفية”، سرعان ما طوّرها نحو بناء تحالف دولي لمحاربة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، الأمر الذي بدأ بإكسابه موثوقية سياسية في الداخل والخارج، لرجل قرر أن يتصدى لداعش بـ”وسائل وغايات” لم ترتح إليها العديد من الدول الإقليمية، في وجه تأييد طاغٍ من إيران التي تمول الحزب السياسي الذي جاء العبادي من رحمه.
بـ”تحالف دولي”، و”حشد طائفي” تمكّن العبادي من اقتلاع “أصعب وأشرس” تنظيم إرهابي عرفته البشرية، لكن تنظيما آخر هو “الفساد والغلاء وتردّي الخدمات الأساسية” لم يقوَ العبادي عليه، إذْ ثارت عليه مدن جنوبية غنية بالثروات، لكنها وجدت نفسها دون مياه صالحة للشرب، عدا عن انقطاع الخدمات الأساسية على نحو غير مسبوق، فجاء “حكم الصناديق” مخيباً لآمال العبادي، وحزب الدعوة، الذي فوجئ وهو يرى العراقيين يحرقون مقرّاته في البصرة.
أحداث الجنوب أسقطت العبادي انتخابياً وسياسياً، رغم الدعم الإيراني الهائل، ويُعْتقد في الداخل العراقي أن حزب الدعوة هو الآخر غادر المشهد السياسي، وإن كان يمكن القول إن عادل عبد المهدي الرئيس الجديد للحكومة، ليس بعيداً، “قلباً وتنظيماً” عن حزب الدعوة، لكن عبد المهدي يريد أن يكون للجميع، لكن هذه الرغبة دونها “عراقيل كبيرة”.