“حياة الليبيين” و”حياة المسؤولين”.. مقارنة في زمن “هروب الضي”
كيف يقضي المسؤول الليبي وقته، في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها المواطن الليبي اليوم مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة؟.
قد يكون السؤال مُحرجًا للمسؤول الليبي، أو من يعمل في مؤسسات رسمية تابعة للحكومة، الذي لا يعرف عن معاناة المواطن إلا القليل جدا. وهو ما يجعل البعض يطرح هذا السؤال، ما هي أوجه المقارنة بين حياة أعضاء مجلس النواب والأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والوزراء في حكومة الوحدة ورئيسها.
ولأجل أن نقترب من ماهية السؤال أكثر، لا يعرف المواطن الليبي شيئًا عن حياة المسؤول الموكل لخدمة المواطنين، وكيف يمضي وقته في منزله أو في قصره، وما هي أوجه الاختلاف بين حياة المسؤول وحياة المواطن الليبي اليوم، وخاصة بعد سنوات من تراكم الأزمات التي يدفع ثمنها الليبيين فقط لا المسؤولين.
وقد يرى البعض، أن طرح السؤال، لا فائدة منه أساسًا، نظرا لعدة اعتبارات وأهمها، حجم الفجوة بين معيشة المواطن والمسؤول في ليبيا، التي من المؤكد مختلفة تمامًا لا علاقة لها بحال الليبيين.
طرح السؤال، ببساطة، مفاده أن الليبيين اليوم وبعد هذه السنوات التي تراكمت فيها الأزمات دون حلول، لهم الحق في المطالبة بتوضيح من المسؤول في كل ليبيا، في المجلس الرئاسي في الحكومة في مجلس النواب في المجلس الأعلى للدولة، عن حياتهم وكيف يمضونها، هل لديهم “مولّدات كهربائية”، هل تكفيهم الرواتب لنهاية الشهر، هل يقدّمون شيئًا لليبيين على أرض الواقع، وإن كان الجواب نعم، أين هي هذه الأشياء التي يقدمها المسؤول للمواطن على أرض الواقع.
أما عن السؤال الأكثر “حرجًا” بلا شك، هل يستطيع المسؤول الليبي أن يعيش حياة المواطن الليبي لمدة أسبوع مِثالاً؟ أن ينتظر مرور ساعات طرح الأحمال لمدة طويلة، أن تمرض أمّه أو والده أو زوجته أو أحد أطفاله ولا يجد خدمات لهم أو حتى ثمن الدواء لهم، أن ينتظر في طابور لمدة طويلة لأجل الخبز أو البنزين أو أي شيء آخر. هل يستطيع المسؤول الذي يعيش حياة مختلفة تماما عن المواطن، أن يدخل في هذا الرهان، أن يُعطي مكانه للمواطن ويأخد هو مكان المواطن؟
وإن فُتح الباب للأسئلة، فإنها لن تتوقف، خاصة وإن الليبيين ينتظرون انتهاء المرحلة الانتقالية التي من المتوقع أن تأتي مع شهر ديسمبر القادم، موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الاستحقاق الوطني لليبيا.
وبلا شكّ أن هذا التوقيت، سيكون بمثابة الكابوس لبعض المسؤولين، لكونه يهدد وجودهم في مناصبهم، واحتفاظهم بالمزايا والرواتب الضخمة والأملاك، التي لا يعرف عنها الليبيين شيئًا.