حماس متورطة في ليبيا.. “تأكيد أممي والحركة تنفي”
خرجت صحيفة “الواشنطن إيغزامنر” بمقال مثير حول احتمال وجود حركة حماس الفلسطينية في ليبيا، ونعرض تاليا الترجمة الخاصة لهذا المقال:
ورد في أحد تقارير الأمم المتحد ة الأخيرة ادعاء مذهل يقول: إن حركة حماس تعمل على الأرض الليبية. حيثُ أعلنت لجنة الخبراء حول ليبيا، وهي مجموعة عمل في إطار الأمم المتحدة ، بأن تحقيقاتها التي دامت سنين أكدت ادعاءات لأطراف ليبية في ما يتعلق بـ”وجود خبراء عسكريين فلسطينيين في طرابلس”.
ويقول التقرير إنه رغم نفي المسؤول الفلسطيني الذي قابلته اللجنة لأي نشاط فلسطيني في ليبيا، إلا أنه أكد أن 8 من فصيله، والذين هم جزء من الفلسطينيين الموجودين في ليبيا، قد تم اعتقالهم خلال عام 2016. ولا تزال اللجنة تحقق في القضية.
وتقرير الأمم المتحدة الذي صدر الشهر الماضي هو الأخير في سلسلة من الأدلة على أن منظمة إرهابية فلسطينية تقاتل في ليبيا. وقد امتنع ممثلون عن الأمم المتحدة في طرابلس عن التعليق على هذا الموضوع.
وكذلك يخلصُ تقرير الأمم المتحدة إلى أن كافة الجهود التي بُذلت لمنع مقاتلين أجانب آخرين من الدخول إلى ليبيا قد فشلت، ويؤكد بأن إرهابيي داعش مازالوا ينشطون في ليبيا، وعلى اتصال برفاقهم في سوريا، ويشير التقرير كذلك إلى الدور المتزايد الذي تلعبه قوات المرتزقة في الصراع.
يقول التقرير إن الحرب الأهلية الليبية قد استعرت بعد انتخابات 2014. وأنه رغم ما تحظى به حكومة الوفاق من تأييد أممي إلا أنها تظل ضعيفة، وأن “المؤتمر الوطني العام” يحظى بدعم كل من قطر وتركيا.
يتطرق التقرير كذلك إلى الصراع بين رئاسي الوفاق والجيش الوطني الممثل للبرلمان الذي يدعي الشرعية الوحيدة باعتباره جسما منتخبا، ويحظى بدعم كل من روسيا ومصر والإمارات حيث تتخوف هذه الدول من صعود موجة الجماعات الإسلاموية المتشددة.
كما يضيف المقال بأن تقرير الأمم المتحدة يبدو أنه يُنصف أقوال المتحدث باسم الجيش الوطني، العقيد المسماري، بأن حماس تتلقى دعما من قطر لقواتها الموجودة في ليبيا، حيث نشر موقع مرتبط بالجيش وثيقة دبلوماسية قطرية في السابع من يونيو في محاولة لتعزيز الادعاء بأن قوات قطرية تقاتل في ليبيا. كما نشر موقع الجيش أن أربطة رأس من الجناح المسلح لحماس وُجدت في بنغازي، وفي وقت مبكر من هذا العام ذكرت تقارير صحفية عربية أن جاسوسا يُعتقد أنه تابع لحماس قد قُبض عليه في بنغازي بتهمة التجسس على الجيش الوطني.
يؤكد المقال بأن ليبيا هي موطن للعديد من الفلسطينيين في المهجر، حيث يوجد نحو 20 ألف فلسطيني وفقا لمندوبة اللاجئين في الأمم المتحدة. وبسبب الخشية من تورط مقاتلين فلسطينيين في الصراع قامت حكومة الوفاق بإصدار قرار في 2015 بمنع رعايا فلسطين وسوريا والسودان من دخول البلاد.
يبقى مدى تورط الفصائل الفلسطينية في الصراع الليبي أمرا غير معروف تماما، وقد اتهمت حماس الجيش الوطني بفبركة الادعاء لتشويه سمعة قطر. ومع ذلك فمسألة أن يناقش تقريرٌ للأمم المتحدة وجود مقاتلين فلسطينيين في ليبيا يشير إلى أن الصراع في ليبيا قد تحول إلى صراع مناطقي، وهو ما يؤثر على أوروبا، كما يشير إليه العدوان الإرهابي الأخير في مانشستر.
ويشير التقرير كذلك إلى أن الصراع يجتذب مرتزقة من تشاد ودارفور. وحسب مخطط تنظيم داعش فإن ليبيا تعتبر خط ارتكاز إذا ما اندحر داعش في العراق وسوريا. ومن المؤكد أن داعش يقوم بإعادة تجميع قواه في ليبيا بعد هزيمته في سرت، لأن طموحات التنظيم الإرهابي في المنطقة ما تزال حية، ويشار إلى أن السلطات النيجيرية أكدت أن داعش قد نسّق مع جماعة بوكو حرام لتأسيس شبكة تهريب عبر البر.
ورغم أن الرئيس ترامب قد كرر في السابق أعلان أنه لا يوجد دور لبلاده في ليبيا، إلا أنه في ضوء هذا التقرير، وفي ضوء جهود مكافحة الإرهاب، فإن الصراع في ليبيا يستحق اهتماما أكبر من أميركا ومن صناع القرار الدوليين من أجل ضمان أمن إقليمي ودولي أكبر.