“حماس” الفلسطينية مجدداً.. إلى “بيت الطاعة” الإيراني
218TV|خاص
بعد “مدّ وجزر” طويل نفّذ وفد من حركة حماس الفلسطينية زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران في وقت متأخر أمس الإثنين، فيما أعلنت اليوم الإثنين وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئ قد استقبل وفد الحركة الفلسطينية المسلحة برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فيما قالت أوساط مراقبة إن حماس عادت لـ”ممارسة الحسابات الخاطئة”، إذ نفذّت تقارباً مع إيران في ظل لحظة إقليمية متشنجة سياسيا وعسكريا ضد إيران.
وطيلة الأشهر القليلة الماضية بدت أصوات نافذة داخل الحركة مصممة على إعادة العلاقات مع طهران، بعد “شبه قطيعة” حصلت بين طهران وحماس في ظل ارتياب إيراني من وجود تيارات داخل الحركة لإبعاد طهران عن حماس، والعمل ضد الأجندة العسكرية الإيرانية في ملف النزاع السوري، إذ وقفت تيارات في حماس ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد احتجاجات شعبية بدأت عام 2011، فيما رفض نظام الأسد طيلة السنوات القليلة الماضية أي تقارب مع حماس بسبب مواقف معادية لشخصيات قيادية في الحركة.
وبحسب أوساط مراقبة فإن “التيار الإيراني” داخل الحركة الفلسطينية المسلحة قد فرض رأيه لصالحه عودة العلاقات مع طهران، وتطبيعها بزيارة رسمية وعلنية تحظى بتفاعل إيراني واهتمام رسمي وسياسي، إذ لا يُقابِل خامنئ منذ سنوات سوى الشخصيات المهمة الزائرة لبلاده، وهو ما يعني أن إيران ترسل رسالة لأطراف إقليمية بأن الحركة الفلسطينية قد عادت إلى “بيت الطاعة” الإيراني بعد سنوات من الجفاء، وما يشبه القطيعة السياسية بينهما.
وفي السنوات الماضية انقسمت الحركة الفلسطينية بين “تيارات وولاءات” إقليمية معقدة، لكن مسؤولين في حماس لم ينفوا منذ سنوات التأسيس الأولى أنهم حظوا بـ”أموال وخبرات وأسلحة” إيرانية لتمويل نشاطات الحركة سياسيا وعسكريا، إذ تخوض حماس بين الحين والآخر جولات نزاع مسلح مع إسرائيل، لكن لا تبدو متكافئة أبدا، فيما يقول خصوم الحركة الفلسطينية المسلحة إنها تفتح جولات صراع مع إسرائيل بـ”إيعاز إيراني”.
وفي عام 2006 فاجأت حماس العالم بفوزها بصناديق الاقتراع على منافستها اللدودة سياسيا حركة فتح، وهو الوضع الذي حتم “شراكة سياسية” في السلطة الوطنية الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أنه لم يمض نحو عام حتى مارست حماس انقلابا على اتفاق الشراكة، وسيطرت عناصر مسلحة تابعة لها على قطاع غزة كاملا، فيما لم لا تزال صيغ الحل والشراكة الجديدة بينهما تصطدم بـ”حائط مسدود”، فيما ترفض عدة دول حول العالم الاعتراف بـ”الوضع القائم” الذي تديره حماس في قطاع غزة.