حقيقة “أبو حفص الإسرائيلي”.. تفاصيل الحكاية وأصلها

نشرت عدة مواقع عربية، خبر مفاده إن سلطات ليبية (لم تُحدد مصدرها) قد اعتقلت إمام مسجد يدعى “أبو حفص” وتبين بعد التحقيقات المطولة معه أنه “يحمل الجنسية الإسرائيلية ويحمل لقبا مزيفا واسمه الحقيقي هو بنيامين إفرايم وأنه يخدم في فرقة “المستعربين” التابعة لجهاز الموساد المتخصصة في التجسس.

وبثت قناة الجديد اللبنانية تقريرا حول الخبر، إضافة إلى موقع روسيا اليوم الذي تناول الخبر كما نشرته عدة صحف ومواقع عربية.

وكانت صحيفة “بوابة أخبار اليوم” المصرية قد نشرت مقطع فيديو، يُظهر اعترافات “أبو حفص” الإسرائيلي، وكان المحقق الذي أظهر مقطع الفيديو صوته فقط، لحظة التحقيق مع “بنيامين إفرايم” قد أنهى كلامه بجُملة ” المركز الإعلامي لقسم مكافحة الإرهاب”.

وأثارت صحيفة “البايس” الإسبانية في هذا الخبر تقدم “أبو حفص” بسرعة في مهمته، من عنصر عادى إلى إمام مسجد إلى تكوين جماعة داعشية مستقلة من 200 مقاتل، وأنه حاول اختراق الحدود مع مصر وكانت جماعته من الجماعات الإرهابية في ليبيا التي هددت بنقل الحرب إلى داخل مصر تحت شعار “الحرب على مصر وتحريرها”، بحسب ما أعلنت عنه الصحيفة.

والأكثر إثارة من هذا كله، في صورة المدعو ” أبوحفص” التي تداولتها عدة مواقع، وقد نشرها سابقا في تلفزيون press tv وكشفت إنها من الموصل في العراق لا ليبيا، ما يجعل الخبر من أساسه غير صحيح، وينسف كل الروايات التي كُتبت حوله.

وكان موقع (218) قد تتبّع تفاصيل الخبر، الذي نُشر في الكثير من المواقع العربية، وتعامل معه بحذر، لكونه لم يكن واضح المعالم من ناحية ماهية “السلطات الليبية” التي ألقت القبض على “بنيامين أفرايم”، ولأنه خبر غير عاديّ في ليبيا والمنطقة بشكل عام، تداولته وكالات الأنباء، دون الإشارة عن مصدر “السطات الليبية” سواء كانت متمثلة في المجلس الرئاسي أو الجيش الوطني، علما بأن الجهتين “السياسية والعسكرية” في ليبيا لم تصدر حتى هذه اللحظة بيانا أو توضيحا يُثبت صدق الخبر من عدمه.