حقوق المرأة بيد “شاهد زور”
أم العز الفارسي
استغربت كثيرا من حملة تشنها بعض النخب النسوية خاصة ممن يقمن بالغرب ولديهن تماس بقضايا أخواتهن في الداخل للاحتفال بيوم المرأة العالمي.
استغربت من السخرية والاستهزاء بتمسك حقوقيات ومناضلات الداخل بحقهن في إعلاء مطالبتهن في هذا اليوم، كما كل يوم.
ليس بالمساواة ولكن بالتمسك بالحقوق المكتسبة لهن ممن تحصلن عليها كهبة، والآن يفقدنها اغتصابا.
بغض النظر عن كثير من المعاناة التي تعيشها الليبيات ممن وقع عليهن جور الحرب والفقد والتجويع والنزوح والأذى، أذكر فقط لكي لا ننسى أن بيننا، نساء تنتهك إنسانيتهن وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المؤتمر الوطني المنتخب عدل القانون رقم 10 لعام 1984 بشان الزواج والطلاق بحيث ( تحرم الأم عند الطلاق من الحضانة ) لماذا لأن التعديل الذي كان يجيزها اشترط ( ما لم ترتكب فاحشة) ونحن نعرف أن الأمر مرهون بشاهد زور مؤجر؛ كما يجيز تزويج الطفلة إذا قدر القاضي لولي الأمر، وكثير من التعديلات بعد 2013 اترك للحقوقيات، المناضلات ليس فقط في المحاكم وما يحاك فيها من مظالم تتعلق بالحضانة والنفقة والطلاق وتعدد الزوجات.
ولن أتغول وأقول إن بيننا أخوات حرم أطفالهن من كل حق فقط لأنهم أبناء ليبية، وأذكر النخب النسوية بأننا أمام مظالم لمعتقلات على الهوية تنتهك أجسادهن قبل كرامتهن، وأمام مهجرات ونازحات وأرامل ومطلقات ومسنات وعاجزات ومآسى، يطول شرحها يا صديقاتي.
ولذا رجاء لا تنسقن وراء أقوالهم فقلة منهم من يؤمنون بأن خلف كل مغوار، أم وزوجة وبنت وأخت وحبيبة محبة، رجاء انظرن بعين واحدة فقط لأخواتكن ولو مرة في العام.
كل عام وهن بخير حيث تجرجر مآسيهن وهن على عتبات المحاكم يتسولن نفقة، وعلى عتبات المصارف يتسولن مرتبا، وعلي عتبات بيت ينتظر أم هي الخادمة والمدرسة والراعية والمنتجة والعاملة، كل عام وأمهاتنا وأخواتنا وبناتنا بخير، بل كل لحظة، تحمل تكاتف الليبيات من أجل الحياة.