حفتر.. المبادرة والطموح
تقرير | 218
معركة الأمتار الأخيرة قبل أن يحقق الإنجاز الذي ربما سيخلد اسمه في التاريخ.. هكذا يمكن أن نرى حال المشير حفتر الآن.
الرجل الذي قدم من أسوار بنينا بعدة وعتاد لا يذكر، وخلال 5 أعوام سيطر على مشرق ليبيا وجنوبها وأجزاء واسعة من غربها.
جرأة وإقدام المشير خليفة حفتر على الخوض قدما في تحرير ليبيا من الجماعات الإرهابية التي تغلغلت في مفاصل الدولة بمعية الإسلام السياسي وأنشأت كتائب مسلحة سيطرت بها على مدن وتجمعات سكانية كبيرة ، دفعت الكثير إلى التشبث بهذا الرجل أملا منها أنه سيكون السبيل إلى الخلاص.
شخصية صعبة المراس جعلت منه رقما صعبا في المعادلة السياسية والعسكرية في ليبيا، وأجبرت المجتمع الدولي على التعامل معه كأقوى طرف في البلاد.
استطاع حفتر في السنوات الخمسة الماضية تكوين جيش قوامه آلاف العسكريين الذين تدربوا في المعسكرات وتخرجوا منها بأرقام عسكرية، وألهبوا خيال الليبيين بأناقتهم واستعراضاتهم كلما قارنوهم بحال التشكيلات المسلّحة الأخرى.
وبعد أن أطلق حفتر المعركة الأخيرة والحاسمة للسيطرة على العاصمة طرابلس تبدو حظوظ الرجل وفيرة في تحقيق إنجاز ربما لم يسبقه إليه أحد، غيرَ أن باب التساؤلات يظل مطروحاً عن دور المشير حفتر إذا ما سيطرت قوات الجيش على العاصمة وانتهت مسيرة الحرب .. عندئذ ما هي المبادرة الجديدة التي سيقوم بها الرجل الذي أقام حضوره كله على المبادرات.