“حربان” سبقتا مونديال 1982.. العالم “انحاز” ل”المتعة”
218TV| خاص
شكوك كبيرة رافقت إقامة مونديال 1982 الذي احتضنته إسبانيا، وظل يُعْتقد على نطاق واسع أن الحرب التي انتهب قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال بين بريطانيا والأرجنتين حول جزر الفوكلاند المُتنازع عليها، حيث حسمت بريطانيا الحرب بقوة عسكرية كبيرة، إضافة إلى نشوب حرب إسرائيلية على لبنان، إذ وصل الأمر إلى حد وصول القوات العسكرية الإسرائيلية إلى أحياء عدة من العاصمة اللبنانية بيروت لتصفية فصائل عسكرية فلسطينية ولبنانية، وإبعاد خطرها عن إسرائيل.
وإزاء الشكوك الكبيرة لوحظ أن شغف العالم بالمونديال وسحره لا يمكن أن توقفه أي حرب أبدا، فقد انحاز العالم بأسره ل”المتعة الهائلة” التي وفّرتها المنتخبات الكبيرة في منافسات مونديال إسبانيا، وهو المونديال الذي شهد مشاركة أول منتخب خليجي، إضافة إلى أول منتخب عربي آسيوي، إذ خاض المنتخب الكويتي مواجهات صعبة مع فرنسا وتشيكوسلوفيا وإنجلترا، فيما ظفر منتخب إيطاليا بثالث لقب له منذ انطلاق نهائيات كأس العالم عام 1930 في الأوروغواي.
وإزاء تجاهل العالم للحربين في ثلاث قارات فعلياً، ظهرت “نظرية المؤامرة” على نطاق واسع، إذ قال محللون إن إسرائيل تعمدت أن تشن حربها على لبنان تزامنا مع مونديال إسبانيا، نظرا لدراستها الدقيقة بأن العرب والمسلمين سيكونوا منشغلين بمتابعة “سحر المونديال”، وبالتالي فإن ضغط الرأي العام العربي والإسلامي ضد إسرائيل سيقل كثيرا، وسيكون بلا فاعلية، لكن قادة إسرائيليين قالوا لاحقا في مذكراتهم أن موعد شن الهجوم حدّده المستوى العسكري بناءً على معلومات استخبارية وعسكرية، ولا علاقة للأمر بانطلاق المونديال.