حرب طرابلس.. سياسيون خلف الستار
انتهت فجر ليبيا، فخرج المؤتمر الوطني العام من رماده، وأعلن المتحدث باسمه دعوة الأعضاء لعقد جلسة متجاهلا انتخابات مجلس النواب في إعلان لصراع سياسي مفتوح واستمر سنوات بعد ذلك.
لم تلبث الأمور أن تتطور إلى إعلان حكومة تحت اسم حكومة الإنقاذ الوطني، وتشتبك الأمور، حتى اتفاق الصخيرات، الذي خرج بتسوية، للسخرية لم يكن من بينها جل من أعادوا إحياء المؤتمر.
تمر السنوات الأربعة، وتتخلص طرابلس من الحروب الطويلة، حتى تأتي نهاية أغسطس، وتدوي البنادق مرة أخرى، وتتحرك المدافع على الطرقات، معلنة دخول العاصمة في حرب جديدة.
ثلاثون يوماً من الاشتباكات بين الأطراف المسلحة، صمتت خلالها معظم الأجسام والأحزاب السياسية، وخاضت فيها التشكيلات حربها، مسقطة عشرات القتلى.
كثيرون لا يخفون رغباتهم في إنشاء حكومة كما يرغبون بها، فكما قامت الإنقاذ على دماء فجر ليبيا، لا يتحدث هؤلاء عن انتخابات وبرلمانات، بل حمام دم أيضاً، وحكومة بعد حرب.
سياسيون آخرون لم يكشفهم تسرعهم بالخروج والحديث، منتظرين ما تفضي إليه الحرب، لكن شبكة العلاقات المعقدة مع المسلحين تشير إليهم من البعد.
ذلك كله يكشف ارتهان السياسة إلى السلاح في ليبيا، منذ أن قرر مجموعة من رواد السياسة امتشاق البندقية بدلاً عن الذهاب إلى صندوق الاقتراع، وينذر بأخطار أكبر تحملها حروب لا تنتهي، طالما لم يخرج البارود من أدوات رسم السياسة.