حاكم ليبيا الفِعلي ؟!
عبدالوهاب قرينقو
لا اللواء السابع الذي دخل طرابلس لوضع حد لدواعش المال العام ولا المحتجون على زعزعة السلام، لا أحد تذكر مصرف البلاد المركزي الذي استفرد حاكمه بكل قراراته وتوارى خلف دخان المعارك .
. . . ففي اشتباكات طرابلس شَجَبَ من شجب واستنكر من استنكر..
مصالحات فهدنة هشة فرجوع إلى معاناة الشارع !
. . . . . . ولا من جديد سوى الغصة والقهر ونحيب الجياع .
أثناء الاشتباك، الجميع كان يدورُ حول لغز اللواء السابع الذي هاجم التشكيلات المسلحة وآخرون انشغلوا بفك الطلاسم وسيناريوهات ما بعد حرب الأيام الثمانية التي أودت بحياة أكثر من ستين مواطناً ليبياً وخلفت عشرات الجرحى ونثرت على أحياء العاصمة ومدن الجوار النازحين والمشردين .
المهاجمون جاءوا حسب أقوالهم لمحاربة دواعش المال العام في حين يعلنون تبعيتهم للرئاسي الذي أقل تهمة يوجهها الليبيون إليه هي العجز أمام النهب الممنهج.
الكل انشغل بالكل وتبادل الاتهامات والادانات المضادة – وباستثناء قلة بالكاد تذكر من كتاب وصحفيين- لم يأت أحد على سيرة حاكم مصرف ليبيا المركزي الذي هو ضمنياً يحكم البلاد برعاية صندوق النقد الدولي كما يرى كاتب صديق .. وباستفراده بالمركزي يعد المسؤول الأوضح لما يحدث من سياسات نهب وتجويع وافقار للمواطن وتلاعب بمقدرات البلاد الاقتصادية وبالتالي احتقان الشارع الذي كلما احتج وكاد ينتفض أشعلوا له حرباً عبثية تنتهي بهدنةٍ هشة .
. . . وتستمر المأساة !! .. فيما الشعب لا وقت لديه يضيعه ! فقد أشغلوه بطوابير الذل أمام أفران الرغيف وطابور العار أمام مصارف جفت منها سيولة النقد الممرغ بوحل الاستبداد الجديد .. وإن كان الوقت لهُ فلا رغبة من المواطنين بانتفاضة ثانية من أجل التغيير كيما لا يصل على أكتافهم من جديد حكام صدفة ومسؤولون يحرصون فقط على وطنهم الذي في الجيوب .